منذ بدأ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، سعى الكيان الإسرائيلي المؤقت الى المناورة بين موسكو وكييف حفاظاً على مصالحه من الطرفين، فيما كان يحاول الظهور في الاعلام وأمام الرأي العام بصورة "المتعاطف" مع الوضع الإنساني في أوكرانيا ولا سيما اللجوء. في المقابل لم يبحث الكيان في هذا الوضع وتداعياته الا عن فرصٍ يمكن استغلالها في الاستيطان أو كسب العائدات المالية الضخمة من الأوكرانيين.
فكانت حكومة الاحتلال مع بدأ العملية العسكرية الروسية قد استعدّت لاستقبال آلاف اللاجئين اليهود ومنحهم تأشيرات دخول مع "تصريح عمل"، على أن تصل "قدرة الاستيعاب" ضمن "خطة طوارئ" الى 100 ألف لاجئ يهودي أوكراني و"منحهم الجنسية بشكل فوري" بالاستناد الى قانون "حق العودة لليهود أو من يملك صلة مباشرة باليهود". كما ادعت أن كل فرد سيحصل لاجئ على 6000 شيكل (1900$)، ويحصل الزوجين على 11000شيكل (3500$)، ولكل عائلة 15000 شيكل (4700$) كمنحة لمرة واحدة فور وصوله الى الكيان المؤقت.
الاحتلال يستثمر أكثر من 6 مليون دولار في اللاجئين!
الا أن وزيرة داخلية الاحتلال صرّحت بأن "هذه التأشيرات نفذت بسرعة وان إسرائيل ستستقبل لاجئين أكثر مما تخيلت". وبعد وصول العدد الأول من اليهود الاوكرانيين، ادّعت شاكيد أن أكثر من 90% من هؤلاء اللاجئين ليسوا يهوداً! وبالتالي لا يسري عليهم "حق العودة" ولذلك يجب على كل لاجئ أوكراني - من غير اليهود - دفع كفالة لا تقل عن 10 آلاف شيكل (أكثر من 3100$) وبينهم من احتجز لأيام في المطار قبل أن يؤمن المبلغ المطلوب.
وتشير صحيفة "هآرتس" العبرية الى أنه دخل 2034 أوكرانياً الى الكيان فيما لا يسري قانون "العودة" الا على 10% منهم فقط، أي ان 1831 ستجبرهم حكومة الاحتلال على دفع الكفالة، بالحسابات الأولية فان الكيان سيستثمر من اللجوء مبلغاً يصل الى 18310000 شيكل (أي حوالي الـ 6 مليون دولار). ومع توقع دخول المزيد من اللاجئين خلال الأيام (15 ألف لاجئ في الشهر حسب الاعلام العبري) يتذرّع الاحتلال بنفاذ التأشيرات وبذرائع أخرى كي يتمكّن من استغلال الأوكرانيين لكسب الأموال الطائلة حيث قالت وزارة "هجرة وإسكان" الاحتلال أنها تلقت الى الان كفالات عن 20% من اللاجئين الاوكرانيين. وتفرض حكومة الاحتلال هذه الكفالة للتأكد من أن اللاجئين سيغادرون الكيان بعد شهر كحد أقصى، ما يترك لدى الأوساط الاوكرانية الكثير من العلامات الاستفهام حول المكان الذي سيذهب اليه الأوكران إذا استمرت العملية العسكرية ورفضت كييف التفاوض مع موسكو.
ومن ناحية أخرى يترصّد الكيان المؤقت باللاجئين الحاصلين على التعليم الأكاديمي لاستغلالهم في بعض القطاعات بما يعود بالمنفعة الاقتصادية.
فهل يدرك الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلنسكي – الذي دعا اليهود لعدم "خذلان" أوكرانيا - أنه لا يمكن الاعتماد على "إسرائيل" كـ "حليف" أو "صديق"، فهي كانت أيضاً قد رفضت تزويد كييف بالقبة الحديدية لأنها فضّلت الحفاظ على مصالحها مع موسكو!
الكاتب: غرفة التحرير