"لم تكن مجرد نظام سياسي جديد يقوم على أنقاض نظام سابق، بل كانت انقلاباً شاملاً على مستوى الأصول الفكرية وعقيدة النظام وقيمه ومفاهيمه"، بهذه الجملة يصف المستشار الثقافي الإيراني في بيروت الدكتور عباس خامه يار الثورة الإسلامية في كتابه "السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية: دراسة في المبادئ والنظريات من العام 1979 حتى العام 1991" الصادر عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي.
إن تغييراً أساسياً أحدثه انتصار هذه الثورة ويكمن في السياسة الخارجية الإيرانية التي تعدّ "سياسة استثنائية". ويضيف المستشار "إذا أردنا أن ننطلق من مبادئ مفاهيم السياسة الدولية فإنها تعد تمرداً على هذا الواقع الدولي، إذ انها اختطت طريقاً خاصاً بها، فهي تعطي الأولوية للعامل الأيديولوجي دون إهمال المصالح القومية لإيران. وفي بعض الأحيان إذا ما فرض على النظام الإسلامي الاختيار بين تغليب المبدأ على المصلحة، فلم يتردد في أكثر من مناسبة وفي مجالات معينة في التضحية بالمصلحة على حساب المبدأ، ولم تعبأ إيران بإثارة حفيظة الشرق أو الغرب عليها على حد سواء".
وقد تطرّق المستشار الى مفاصل السياسة الخارجية الإيرانية، مبيناً أسسها ونظرياتها ومنطلقاتها وكذلك مرتكزات النظام السياسي الايراني، والثوابت التي حددها الدستور. ليستعرض بعدها آليات اتخاذ القرار في إيران ودور مختلف المؤسسات الدستورية والسياسية ومراكز الدراسات والبحوث في صنع القرار حول السياسة الخارجية. ويشير الى أن"هذه الدراسة هي محاولة للبحث في هذه الظاهرة الجديدة تحديداً خلال العقد الأول من انتصار الثورة الإسلامية إذ تعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول دولة دينية في هذا العصر من خلال تسليط الضوء على مبادئ السياسة الخارجية الإيرانية ونظرياتها".
يعرض الكتاب السياسة الخارجية من خلال مقارنةٍ مع السياسة التي سادت ما قبل انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وما عانته في ظل حكم الشاه، مقارنة أيضاً بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كـ "أول حاكم مصري يحكم مصر منذ زمن الفراعنة". ليشرح السياسة خلال السنوات الأولى للثورة والحرب المفروضة، وصولاً إلى العلاقات الإيرانية الأميركية، الإيرانية الأوروبية، الإيرانية العربية وخاصة مع سوريا.
الكاتب: غرفة التحرير