وسط مخاوف من ولادة جديدة لتنظيم داعش الإرهابي الوهابي، قامت القوات الأميركية بالتعاون مع جهاز المخابرات العراقي في 3 شباط/ فبراير بعملية عسكرية اسفرت عن مقتل زعيم التنظيم الملقب بـ "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي". مخاوف أخرى تنسحب أيضاً على التنظيم نفسه بعدما خسر في الفترة الماضية عدداً ضخماً من مقاتليه وقياداته وما يرافق ذلك من هواجس عميقة لديه حيال اختيار "الشخص الأكفأ" لقيادة التنظيم وإعادة صياغة هيكليته الجديدة.
تفتح مناقشة اسم "الخليفة" الجديد الباب على المواصفات التي يجب ان يتمتع بها والتي يمكن تلخيصها على الشكل التالي:
-ان يكون قرشياً، يعود نسبه إلى قريش.
-متلق لعلومه الدينية الكاملة وحائز على إجازات شرعية مشهود لها.
-ان يكون من أصحاب البيعة الأولى، أي انه يكون قد بايع الخليفة الأول (أبو مصعب الزرقاوي) واستمر بالولاء للخلفاء من بعده بالتدرج.
-ألا يكون ممن "تبدّلت رايتهم" وحافظ على تأييده المطلق لأبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي وكل القيادات التي تم تعيينها على يد هؤلاء وبالتالي تقديم فروض الطاعة لكل خيارات "الخليفة" دون أن يكون قد وضع على سجله أي مخالفة.
-صاحب تاريخ "جهادي" طويل ونشاطات ساهمت في تطوير وتمكين التنظيم بشكل مباشر.
وعلى الرغم من توفر معلومات مؤكدة عن عدم التوافق على شخصية "الزعيم" الجديد حتى اللحظة، إلا ان هناك اسم كان قد طرح لتولي المنصب وهو اسم بشار الصميدعي، حسب ما نقلت صحيفة نيولاينز الأميركية.
من هو الصميدعي؟
عرف بشار خطاب غزال الصميدعي الذي يلقب بـ "حجي زيد" من موقعه كمشرف على القضاء والهيئات الشرعية، كما تعددت الأسماء الحركية التي كان ينادى بها كـ "أبو خطاب العراقي" و "أبو إسحاق". والذي عاد من تركيا إلى سوريا منذ حوالي العام.
وتشير صحيفة نيولاينز إلى ان التنظيم "يدخل مرحلة جديدة مع الجيل الجديد من قادته، وهو ما يعزز وجهات النظر القائلة إن التنظيم بدأ يستنفذ قادته منذ سنوات تأسيسه ما بين 2003 و2004. مع ذلك، يبدو أن الصميدعي يمتلك ما يلزم لإعادة تنشيط قاعدة التنظيم واكتساب شرعيته أكثر من الزعيم السابق".
وعن تفاصيل نشاطاته تؤكد الصحيفة ان الصميدعي انضم إلى التنظيم عام 2013، بعدما كان "عضوًا في جماعة أنصار الإسلام، وهو تنظيم قديم في شمال العراق يتألف من قدامى المحاربين العراقيين والعرب الذين جاهدوا في أفغانستان والشيشان تأسس في سنة 2001 وانبثق عن حركات متطرفة محلية حاربت الأكراد وصدام حسين طوال التسعينات وحتى القرن العشرين قبل غزو الولايات المتحدة للعراق. ظلّ الصميدعي على اتصال مع شركائه القدامى عند انضمامه إلى التنظيم".
هذا وقد أُسندت إلى الصميدعي أدوار عديدة وحيوية داخل التنظيم بعيد انضمامه إليه مباشرة، وهذا ما دل بشكل أساسي على حجم الثقة التي كانت قد سبقته إلى داخل أروقة ما يسمى بالـ "المجالس الجهادية". وكان من أبرز ما عزز هذه الصورة دوره الطويل كـ "منظّر جهادي" في الموصل في العراق، وقربه الشديد من "أبو بكر البغدادي" إضافة لعلاقاته القديمة التي عمل على الحفاظ عليها بشكل مستمر.
لكن اللافت في مسيرته، كان تعيين القرشي له في منصب "قاضي الدم" وهو قاض متخصص في جرائم القتل أو عقوبة الإعدام، في مدينة نينوى العراقية من سنة 2014. وهو الذي حرص أيضاً على إشراك الصميدعي في "تنشيط المجموعة والحفاظ على ثقة أنصار التنظيم، خاصة بميزة لم تتوفر لدى غيره وهي كون العديد من الدعاة وعناصر التنظيم تتلمذوا على يده. كانت عودته مألوفة لدى التنظيم".
تلقى التنظيم خلال الفترة الماضية ضربات قاسية كانت آخرها على يد مديرية المخابرات العسكرية في وزارة الدفاع العراقية والتي أسفرت عن مقتل زعيم الأنبار مثنى خضر كامل شتران الملقب بـ "أبو ملوكة" والتي سبقها اعتقال زعيم اللجنة المفوضة سامي جاسم محمد الجبوري على يد الجهاز نفسه في تركيا بعد عملية استدراج من المخابرات العراقية في 11 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2021، ومقتل زعيم التنظيم خلال الشهر الجاري. حيث جاءت هذه العمليات بعيد إعلان قائد القوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي "إطلاق عمليات القضاء على فلول داعش الإرهابي" التنظيم الأكثر تطرفاً في العالم.
الكاتب: غرفة التحرير