أعلنت البحرية الأميركية التابعة لقيادة المنطقة الوسطى عن "انطلاق أكبر مناورات بحرية متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط". وما كان لافتاً في هذه المناورة، ليس التوقيت الذي أتى بعيد تنفيذ قوات صنعاء لعمليات "إعصار اليمن" الـ 3، ووضع الامارات ضمن دائرة الاستهداف للمرة الثالثة في غضون 14يوماً، ولا لتجهيز وتدريب القوات الحليفة للولايات المتحدة إذ ان المناورة بذاتها لا تشكل قيمة تذكر على الصعيدين العسكري والتقني، بل اللافت هو مشاركة اليمن في المناورة المشتركة مع كيان الاحتلال وهو ما يكشف عن التموضع الذي اختارته ما تسمى بـ "الشرعية" وما هو المشروع الذي تضعه على سلم أولوياتها لو أنها لا زالت تمسك بزمام السلطة في البلاد.
المناورات المعروفة باسم "آي إم إكس- 2022" (IMX 2022) تشارك فيها للمرة الأولى قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي أعلنت عن استخدامها لمنظومة جديدة لاعتراض الصواريخ بواسطة الليزر خلال عام.
وعن تفاصيل هذه المناورة وفق ما ورد في بيان البحرية الأميركية التابعة للقيادة الوسطى والتي ستستمر حتى 17 شباط /فبراير انها ستضم 50 سفينة تابعة لـ 60 دولة ومنظمة دولية. كما تتولى قيادة هذه المناورات بحريةُ القيادة الوسطى الأميركية، بالشراكة مع مناورات تقودها البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا بالخليج وبحر العرب وخليج عُمان والبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي".
وحسب البيان، فإن "هذه المناورات تتيح للقوات المشاركة فيها اختبار الأنظمة المسيّرة والذكاء الصناعي وتعزيز قدرات القيادة والسيطرة وعمليات الأمن البحري ومكافحة الألغام البحرية".
وتعتبر هذه المناورات هي الأكبر من حيث "استخدام الأنظمة البحرية العسكرية المسيرة بمشاركة 80 نظاما مسيرا من 10 دول".
قائد الأسطول الأميركي الخامس الأميرال براد كووبر أشار إلى أن "مستوى التمثيل بالمناورات يبرهن عن التصميم المشترك على الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد، فضلا عن تعزيز قدرات المشاركين والتشغيل المشترك والروابط البحرية".
هذا وتشارك في هذه المناورة التي لا تضفي أي جديد على قدرات الدول المشاركة والتي تعتبر بمثابة "تقديم العروض" في عرض المحيطات الموازية للمياه الإقليمية اليمنية 60 دولة ومنظمة دولية منها البحرين وبنغلادش وكندا وفرنسا والامارات وكيان الاحتلال واللافت أيضاً وجود بعض الدول التي لم توقع على اتفاقيات تطبيع مع كيان الاحتلال بشكل مباشر مثل السعودية.
الحشد العسكري الدولي هذا والذي يراد منه بشكل غير مباشر إيصال رسائل لقوات صنعاء بتخفيف التصعيد والهجمات على أبو ظبي إضافة لإثبات الوجود الأميركي والإسرائيلي في تلك المنطقة بعدما توسعت دائرة المخاطر التي تصيب مصالحهما بشكل مباشر، يقابله على الضفة الأخرى تعاون وتكاتف واصطفاف ثابت لبلاد وقوى محور المقاومة وهو ما قد يندرج ضمنه استهداف الامارات أيضاً من قبل "ألوية الوعد الحق" بـ 4 طائرات مسيرة في إشارة إلى ان أي اعتداء على احدى اركان المحور هو يستوجب الرد من الأركان الأخرى.
الكاتب: غرفة التحرير