يقول محققون في علم الجريمة بعد بحث أجروه مع اللجنة الدولية للأممية الرابعة ان اغتيال ليون تروتسكي -عملية الاغتيال التي نفذها عميل للشرطة السرية الستالينية (الغيبو) رامون ميركادير، بفأس يستخدم لتكسير الجليد- في آب 1940 هي أفظع جريمة في القرن العشرين.
هذا التصنيف أتى على اعتبار ان "الضرر المترتب عن هذه الجريمة تضاعف نتيجة واقع أنه طوال 35 عاماً لم يتم الكشف عملياً عن تفاصيل مما قام به الغيبو لاغتيال تروتسكي، بل حتى أن الاسم الحقيقي للقاتل لم يعرف حتى عام 1949 أو 1950".
على الناحية الأخرى، وعلى بعد أقل من ألفي كيلومتر، جريمة دولية لم يستنكرها محققو مكتب الأمن الفيدرالي ولم تستوقف أحداً من اللجان الدولية لتصنيفها كـ "أكبر محاولة إبادة" يتعرض لها الشعب اليمني طيلة 7 سنوات من الحرب. مع ان الجريمة تنقل مباشرة على وسائل الاعلام العالمية بأسلحة معروفة موسوم عليها اسم القاتل.
التحالف ينتقم من المدنيين بارتكاب المجازر
شنت طائرات التحالف أكثر من 100 غارة ارتكبت خلالها عدداً من المجازر بحق المدنيين العزّل. حيث أفادت وسائل الاعلام اليمنية عن "سقوط أكثر من 300 شهيداً و 120 جريحاً جرّاء غارات التحالف السعودي التي استهدفت بشكلٍ مباشر السجن المركزي في صعدة". لافتة إلى أنّ "عدد الضحايا مرشح إلى الارتفاع". حيث ان "السجن المركزي يضم أكثر من 2000 نزيل يمني ومن جنسيات أخرى"، موضحةً أنّ "السجن يضم مركز إيواء للأفارقة الذين يعبرون من اليمن إلى مناطق أخرى".
وأشارت إلى أنّ "بعض ضحايا المجزرة في صعدة ليسوا يمنيين"، مؤكّدة أن "فرق الإنقاذ تواصل منذ الفجر عمليات انتشال ضحايا مجزرة التحالف السعودي في صعدة، جراء قصفه السجن المركزي فيها".
مدير مكتب الصحة في صعدة يحيى شايم اشار الى "وصول نحو 150 شهيداً وجريحاً إلى مستشفيات المحافظة". مؤكداً ان "عدد الشهداء مرشح إلى الارتفاع بسبب خطورة الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات، فيما نعاني من شح كبير في المعدات الإسعافية في محافظة صعدة".
ولم تستثنِ الطائرات السعودية-الإماراتية الحديدة من الاستهداف، حيث ارتكبت مجزرة راح ضحيتها أكثر من 3 شهداء و17 جريحاً غالبيتهم من الأطفال، فيما لا تزال طواقم الإسعاف تواصل انتشال الضحايا والبحث عن ناجين تحت ركام مبنى الاتصالات.
"إسرائيل" للإمارات: التهديد كبير وسيزداد حجمه
حفلة الجنون هذه لا يبدو أنها انتهت، مع إصرار الرياض وأبو ظبي على الانتقام من المدنيين كرد فعل على خيبتهم وعجزهم في تغيير القواعد التي فرضتها قوات صنعاء في الميدان. مع معرفة هؤلاء انه حتى الحلفاء من الولايات المتحدة و"إسرائيل" لن يتورطوا مباشرة وبشكل مستميت للدفاع عن المنشآت الحيوية الإماراتية أو السعودية.
فعلى الرغم من "التودد الدبلوماسي" الذي أبداه كل من الحليفين لا يوفر الحماية اللازمة رغم ذلك تلجأ مجدداً إليهما مع عدم وجود خيار آخر. حيث أشارت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن "الإمارات تتطلع لتوسيع ترسانتها من أنظمة الدفاع الإسرائيلية المضادة للطائرات بدون طيار في أعقاب الهجوم الحوثي الأخير على أبوظبي...وإن تطلعها في الحصول على الأنظمة الإسرائيلية المضادة للطائرات بدون طيار تم بالفعل بعد أن قامت بشراء ونشر أحد هذه الأنظمة في الأشهر الأخيرة".
ونقلاً عن إيتسيك هوبر الرئيس التنفيذي لشركة "سكاي لوك سيستم"، وهي جزء من مجموعة Avnon HLS Group، قوله "نظرا للحادث الذي وقع هذا الأسبوع، فإنهم يسألوننا الآن عما يمكننا تزويدهم به في أسرع وقت ممكن من قائمة طويلة من الأنظمة".
ولفتت الصحيفة إلى أن شركة "سكاي لوك سيستم" هي واحدة من الشركات المتخصصة في تصميم وإنتاج تقنيات الكشف عن الطائرات بدون طيار غير المصرح بها والتحقق منها وإبطال مفعولها، وأنها قامت بنشر التكنولوجيا الخاصة بها في 31 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، ومؤخراً المغرب.
ويقول هوبر انه "كما رأينا في أبوظبي، تمكن الإرهابيون الحوثيون من استهداف مطار العاصمة الرئيسي وقتل الناس. تم تنفيذ هذا الهجوم باستخدام جهاز بسيط للغاية – طائرة بدون طيار – سهل الاستخدام والشراء. أنت لست بحاجة إلى ترخيص أيضا".
وتابع: "في المقابل أن تكون طيارا وتحلق بطائرة في مبنى، هو أمر معقد، ولكن يمكنهم في الوقت الحاضر شراء طائرة بدون طيار مقابل 500 دولار وهذه كذلك تحمل متفجرات"، مشيراً إلى أن "التهديد الذي ستواجهه الإمارات كبير وسيزداد حجمه ما لم يكن لديها طريقة محددة لإيقاف الطائرة بدون طيار، فلا يوجد شيء يمكنك القيام به غير ذلك".
الكاتب: غرفة التحرير