بعد نفاذ بنك الأهداف لديه والتي عمل على تدميرها طيلة 7 سنوات، يكمل التحالف بقيادة السعودية سلسلة اعتداءاته على المنشآت الحيوية والموانئ اليمنية بعد اتهام قوات صنعاء باستخدامها لأعمال عسكرية للتغطية على انتهاكاته للقوانين الدولية التي تجرّم استهداف الأعيان المدنية.
وعلى خلفية قيام القوات المسلحة اليمنية بعملية نوعية انتهت باحتجاز السفينة الإماراتية "روابي" التي كانت محملة بالأسلحة حسب ما كشف العميد يحيى سريع، هدد التحالف باستهداف "موانئ انطلاق وإيواء عمليات القرصنة إذا لم يتم اخلاء سبيل السفينة المحتجزة" في إشارة إلى استهداف ميناء الحديدة والصليف، رغم نفي حركة أنصار الله هذه المزاعم وهو ما عبّر عنه رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام "ميناء الحديدة مغلق منذ قصفه بالطيران أواخر عام 2015 إلا ما ندر من عمليات إنسانية، ومع ذلك تهديد تحالف العدوان باستهداف المنشآت المدنية ليس جديدا فقبل أيام قصف مطار صنعاء ومنشآت مدنية أخرى بدعاوى سخيفة، واختلاق المبررات والادعاءات الكاذبة هو ديدن هذا التحالف المفلس".
استهداف ميناء الحديدة: معادلة ردع جديدة
مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عابد الثور اعتبر في حديث خاص لموقع "الخنـادق" ان "استهداف ميناء الحديدة أو ميناء الصليف يمثل إصرار النظام السعودي والاماراتي على تقويض عملية السلام وبالتالي استبعاد أي مبادرات قادمة تتعلق بوقف إطلاق النار".
وعن تورط الأمم المتحدة ومجلس الأمن في تشديد الحصار على اليمن يشير العميد عابد الثور إلى "اننا سنعتبر أي استهداف لميناء الحديدة لن يكون إلا بإذن من مجلس الأمن وضوء أخضر منه واشراف مباشر من الولايات المتحدة وكيان الاحتلال وبالتالي فإن هذا الاستهداف سيكون مقدمة لعمل عسكري مشترك بين دول تحالف العدوان تضاعف معاناة ومأساة اليمنيين كون ميناء الحديدة هو الشريان الوحيد لأبناء اليمن المحاصر". مؤكداً على ان ذلك سينتج عنه "تغيير في الاستراتيجية العسكرية اليمنية تجاه دول التحالف وخاصة الأقرب منها إلى حدودنا ومياهنا الإقليمية".
وبالنسبة للخيارات المتاحة أمام القوات المسلحة اليمنية للرد على هذه "الحماقة غير محسوبة النتائج من النظام السعودي أولاَ والاماراتي ثانياً" يشدد العميد في حديثه مع "الخنـادق" على ان القوات المسلحة اليمنية ستتخذ خياراتها العسكرية وتعصف بالمنطقة البحرية وخاصة فيما يتعلق بالموانئ السعودية والاهداف الحساسة خاصة في البحر الأحمر". مؤكداً انه "إذا حاولت الولايات المتحدة و"إسرائيل" دعم الأعمال العسكرية على ميناء الحديدة أو الصليف فإن ذلك سيضع مصالحهما في البحر الأحمر تحت الخطر الحقيقي وستكون المواجهة حينها مواجهة الوجود الأميركي في البحر الأحمر".
تفتح العملية النوعية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية واستطاعتهم الاستحواذ على السفينة سالمة مع كل حمولتها دون الاضطرار إلى اللجوء للاستهداف العسكري بعد تتبع استخباراتي، الباب امام القدرات البحرية والعسكرية الاستخباراتية اليمنية وحكمة إدارتها واستخدامها بالوقت والكيفية المناسبة وهذا ما رأى فيه العميد الثور الخيار الذي ستلجأ إليه القوات المسلحة للرد على عملية الاستهداف ان حصلت حيث شدد على انه "إذا كانت السعودية والامارات ترى ان استهداف ميناء الحديدة أو الصليف نوعاً من الحفاظ على التوازن العسكري وخاصة بعد الانهيارات المتلاحقة فإن اليمن وجيشه ولجانه الشعبية سيكون امام خيار عسكري استثنائي وهو السعي بكل الإمكانيات المتاحة إلى تحقيق مستوى الردع المتبادل والتفوق على القدرات السعودية خاصة في مجال القوة الصاروخية بأنواعها وسلاح الجو المسير والقوة البحرية وسوف تندرج عملية الردع العسكرية في العمق السعودي والاماراتي تحت اسم "المبادرة الخاصة للدفاع عن اهم شريان حيوي للشعب اليمني". مؤكداً على ان "قيام السعودية باستهداف ميناء الحديدة يعني انها وضعت نفسها تحت طائلة "البرنامج الوطني للدفاع الاستراتيجي للجمهورية اليمنية" وستصبح المنطقة بأكملها داخل هذا البرنامج بما فيها كيان الاحتلال وسوف يتغير نمط الحرب خلال العام 2022 وسيطرأ عليه تغيير جوهري في زيادة القدرات العسكرية اليمنية".
الكاتب: غرفة التحرير