تفاؤل دولي بشأن نتائج المباحثات النووية بين مندوبي إيران ودول 4+1 في فيينا اليوم، ظهرت على لسان مندوبي الدول المشاركة، والتي نقلت ترحيب أطراف الاتفاق عن عمل لجان الخبراء، وتوقعات بأن تشهد فيينا إعادة إحياء للاتفاق النووي في وقت ليس بطويل، إذا ما استمرت الرغبة الأميركية على ما هي عليه.
تحذيرات المسؤولين الإيرانيين بشأن عدم تكرار سيناريو عام 2015 تُسمع بقوة في طهران، إلا أن الموقف الحازم للجمهورية الإسلامية، وما ظهر من نتائج لاجتماع فيينا وما سبقه حتى الآن، يرسم مشهداً إيرانياً قوياً ومتماسكاً، مفاده أن لا عودة إلى خطة العمل المشتركة بدون خطوات أميركية جدّية وعملية، تظهر نتائجها على أرض الواقع، عبر إزالة كافة العقوبات الأميركية، وليست تلك المتعلقة بالبرنامج النووي فحسب، فهي لن تقع في فخ التلاعب الأميركي، وقد بادرت سابقًا للإلتزام بكامل بنود الإتفاق، لكن في المقابل إمتنع الأميركي عن القيام بأي خطوات عملية، ولاحقاً خرج من الإتفاق النووي ضارباً عرض الحائط الأعراف والمواثيق الدولية.
الطرح الأميركي لرفع العقوبات تدريجيًا خطوة بخطوة، إضافة إلى اللعب على وتر العقوبات النووية فقط، ربما يعود للضغوط الداخلية التي يتعرض لها الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، إلا أن مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريب آبادي، بدّد أفكار واشنطن، وأكد بُعيد الحديث الأميركي عن تفكيك العقوبات الى قسمين، بأنها يجب أن تشمل كافة العقوبات النووية وغير النووية.
أميركيًا، يبدو أن واشنطن لا تتوقف عن سياسة المراوغة، ومحاولة تسجيل أهداف في المرمى الإيراني، إلّا أنها باتت في موقف محرج عالميًا، لا سيما بعد أن أحبطت طهران ورقة العقوبات، وبنَت شراكات دولية استراتيجية مع دول عظمى متل الصين المنافس الشرس لأميركا، وبهذا انتهى فعليًا تأثير العقوبات، ما دفع واشنطن لتهدئة اللعبة النووية مع طهران، لتصب جهودها في مواجهة منافستها الدولية بكّين، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من التربع على عرش الاقتصاد العالمي، في ظل التراجع الأميركي والأوروبي.
ويمكن إستخلاص النتائج الآتية من إجتماعات فيينا اليوم حيث تم الإتفاق على عقد اجتماع آخر الأسبوع القادم:
- الموقف الإيراني:
- المباحثات بنّاءة، وثمة إتجاه أميركي لرفع العقوبات عن إيران.
- لن نوافق على سياسة الخطوة مقابل الخطوة للعودة إلى الإتفاق النووي، بل الخطوة الواحدة بعودة واشنطن الى الاتفاق وإزالة كافة العقوبات.
- إذا شعرنا بأن المفاوضات هدر للوقت، فسوف ننسحب.
- نحن في وضع تفاوضي أقوى بعد التوقيع على وثيقة التعاون الشامل مع الصين.
-الموقف الأميركي:
- الخطوة الأولى بدأت لكن المفاوضات ستكون صعبة، والمسار طويل لأن الثقة مفقودة بين إيران والولايات المتحدة.
- نقترح العمل التدريجي خطوة بخطوة.
- النقاش يدور حول طبيعة الخطوات التي يمكن أن تتخذها واشنطن وطهران.
- الموقف الروسي:
-نعتبر مطالب إيران برفع كافة العقوبات الأميركية امراً معقولا.
- "استعرضت أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة نتائج العمل الذي أداه الخبراء خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وأعربت عن ارتياحها إزاء التقدم الأولي الذي تم إنجازه".
-ستعاود اللجنة الاجتماع الأسبوع المقبل من أجل الحفاظ على الزخم الإيجابي.
- مستعدون للمساعدة في تسهيل مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران.
- العودة إلى الإتفاق النووي ليست سريعة ولكن الخطوات الأولى بدأت.
- الموقف الألماني:
- التنسيق المتزامن قد يشكل مدخلاً للعودة إلى الإتفاق النووي.
الموقف الصيني:
-قلّصت جميع الأطراف خلافاتها، ونشهد حالة من الزخم لتنامي توافق تدريجي.
لقراءة الدراسة
الكاتب: غرفة التحرير