ثلاث سنوات مرّت على تولي أفيف كوخافي منصب رئيس أركان جيش الاحتلال، فيما لم يحقق الكيان الإسرائيلي "انجازا" عسكرياً حقيقياً يقدّمه الى جمهوره الذي تؤكد الدراسات الأخيرة في الأوساط الإسرائيلية ان هناك تراجعاً واضحاً في ثقته بالجيش خاصة في السنة الماضية، وان هذا التراجع قد يستمر للسنة الحالية. ومع اعتماد جيش الاحتلال لاستراتيجية "المعركة بين الحروب" كبديل عن الحرب الشاملة والواسعة نتيجة العديد من الثغرات التي تمنع جهوزيته وحتى تجمّع الظروف السياسية المناسبة، الا أنه أيضاً لم يتمكّن بعد من انجاحها بشكل كامل.
وفي مقال لصحيفة "زمن إسرائيل" يقدّم الكاتب نوعاً من "كشف حساب" لهذه الاستراتيجية التي اعتمدها كوخافي، مشيراً الى انها "لا تحدد سيناريو نهائي لهذا التصعيد الإسرائيلي"، "وعلامة ان العدو يزداد قوة".
النص المترجم
"الحرب بين الحروب، وخاصة في سوريا، تحقق أهدافها. إذا تم تنفيذ عشرات العمليات في عام 2019، سيزداد عددها في عام 2020. في العام الماضي، ارتفع العدد بشكل أكبر، بما في ذلك يوم أمس، والذي تم تنفيذه بحسب منشورات أجنبية في اللاذقية " هذا ما قاله رئيس الأركان أفيف كوخافي.
إذا كان هناك المزيد من الهجمات كل عام، فهذه علامة على ضرورة مهاجمة المزيد من الأهداف، وإذا كانت هناك حاجة للهجوم على المزيد من الأهداف، وبتسلح أكثر أهمية، فهذه علامة على أن العدو يزداد قوة، وليس ضعيفا، وهو المنطق البسيط في تحليل الأحداث.
لعل السمة الأهم لذلك تتمثل في قلق الجيش الإسرائيلي للغاية من انتهاك حرية عمل طائراته في الأجواء اللبنانية، السؤال الذي يتداوله الإسرائيليون، وهذا من حقهم، أنه طالما أن الجيش الإسرائيلي يسجل نجاحات في استهداف التواجد الإيراني في سوريا، فلماذا يقلق إذن؟
إن إجراء مراجعة عامة وشاملة لاستراتيجية "المعركة بين الحروب" التي واظب عليها كوخافي في سنواته الثلاث، تدفع الإسرائيليين للاعتقاد أن الحرب مع إيران وحزب الله على الجبهة السورية هي الخطر الحقيقي، مما يستوجب من الجيش الاسرائيلي مزيدا من الحاجة للاستعداد، بما فيها تخصيص المزيد من الموازنات المالية للمؤسسة العسكرية، سيتدفق المزيد والمزيد من الأموال من ميزانيات الرفاه والصحة والبنية التحتية إلى ميزانية الدفاع. لنفترض، على سبيل المثال، سبع مليارات شيكل دون إبلاغ ودون مراقبة.
أن زيادة الهجمات من حزب الله وإيران، يوضح لإسرائيل أن قوتها لا تكفي للتعامل مع الوضع القائم، مع أن كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يعرفون الحقيقة جيدا، وكذلك النخبة السياسية، لكن من المستحيل شرح ذلك للجمهور الإسرائيلي ذاته، لذلك يتم الاكتفاء بإخباره بأن مفتاح النجاح هو عدد الهجمات.
فإن الحرب تشكل مخاطرة حقيقية، بحاجة للتحضير جيدا، لأن الاعتقاد المتوفر لدى الإيرانيين وحزب الله أنهما سيورطان إسرائيل حتى النهاية في حملة لا تنتهي.
كلما تباهت إسرائيل بوسائلها، كما يعتقد القادة الإسرائيليون، كلما اقتنع الإسرائيليون بأن كل شيء على ما يرام وأن الكبار المسؤولين يفعلون ما يجب القيام به. وهكذا، يقول الإيرانيون وحزب الله لأنفسهم، سنبقي إسرائيل في حالة تنافر دائم.
سيقتنع الجمهور بأن كل شيء على ما يرام. ستعمل القيادة باستمرار على زيادة عدد الهجمات (وفقًا لطريقة Krembo من "عملية الجدة" - ابدأ أقوى ثم تزداد ببطء). وبالتالي لن يلاحظ أحد أنه لا يوجد سيناريو نهائي لهذا التصعيد الإسرائيلي غير الحرب. ثم يكفي بضع وابل صاروخي دقيق لوضع دولة إسرائيل في دوامة ستواجه صعوبة في الخروج منها.
المصدر: "زمن اسرائيل"
الكاتب: غرفة التحرير