جابت مسيرات عسكرية لسرايا القدس شوارع قطاع غزّة في أجواء احتفالية بانتصار الأسير هشام أبو هواش على الاعتقال الإداري وكيان الاحتلال، بعد خوضه معركة الأمعاء الخاوية لـ 141 يومًا وسط تهديدات من السرايا والأجنحة العسكرية لكافة الفصائل الفلسطينية بالتصعيد نحو جولة عسكرية على غرار "سيف القدس" لو أصّر الاحتلال على تجاهل الوضع الصحي للأسير او تركه يستشهد.
وتألفت المسيرات من مواكب سيارات، قادها مجاهدو السرايا بكامل لباسهم وتجهيزاتهم العسكرية، بالإضافة الى استعراض بارز لما تمتلك من قدرات وصناعات عسكرية. وكان من بين اللافت منها، سلاح القنص "شتاير إتش إس .50" ذات الطلقة الواحدة طُوّرت منذ عام 2004، تعتبر من أقوى بنادق القنص بالعالم، تتمتع بمدى قاتل يصل الى 1500 متر، من عيار 12.7، وبطول 137 سم، النسخة الأولى منها كانت صناعة نمساوية الا ان نموذجها انتشر في بعض الدول ومنها الجمهورية الإسلامية حيث حملت النسخة الإيرانية اسم "صيّاد" AM-50 Sayyad، وكذلك بدأت سوريا في إنتاج نسخة منها أطلق عليها اسم Golan S-01 في عام 2019، فيما لسرايا القدس وحدة متخصصة بعمليات القنص، تحاكي تجهيزات المقاومة في التصدّي لمحاولة وحدات الاحتلال تنفيذ اقتحام برّي لقطاع غزّة.
بالإضافة الى صاروخ "سام 16" أرض – جو يحمل على الكتف، موجّه بالأشعة تحت الحمراء ويزن 17.9 كلغ، يصل مداه إلى 5000 متر، وتنطلق بسرعة تناهز 320 متراً بالثانية، وهو يُعد من الصناعات العسكرية الروسية، قارد على استهداف المروحيات والطائرات المسيرة.
كما كان لافتاً استعراض أفراد سرايا القدس لصاروخ "الكورنيت"، وهو ليس بالجديد في سياق السلاح الذي تمتلكه الا أنه يٌعد من الصواريخ النوعية التي غيّرت في مسار المواجهة مع جيش الاحتلال.
ولو أن هذه الأسلحة لم تكن مما يُكشف عنه للمرة الأولى او يدخل الخدمة العسكرية حديثاً، الا ان المسيرات، بكامل العُدّة العسكرية، كان هدفها نقل جديّة تهديدات المقاومة الفلسطينية، وأنها حاضرة من حيث القدرات، بالإضافة الى إبراز المخزون الصاروخي الذي كان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة قد أكّد في 24 من شهر تشرين الثاني 2021 ان سرايا القدس قد رممته بشكل كامل بعد معركة "سيف القدس".
المقاومة وضعت الاحتلال في مأزق!
أما من ناحية كيان الاحتلال، فتشير صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الى ان " إسرائيل جنحت إلى إطلاق سراح أبو هواش، لتتجنب على المدى القصير التصعيد العسكري في غزة، بعدما تأكدت أن الفصائل في القطاع لديها نية حقيقة للدخول في مواجهة.
وتضيف "أن كلّا من الجهاد الإسلامي وحماس نجحا في وضع إسرائيل في مأزق مع إضراب أبو هواش عن الطعام، ما دفع المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين للتفكير في سيناريوهين محتملين؛ إما أن يموت أبو هواش في المستشفى وأن وفاته على الأرجح ستؤدي إلى جولة جديدة من القتال، أو سيتم إطلاق سراحه وإسكات طبول الحرب". وبدورها قدّرت الأوساط الخبيرة العسكرية للاحتلال أن " المعطيات الميدانية الإسرائيلية تشير الى أن عملية توجيه ضربات جوية إلى أهداف في قلب غزة يتخللها الكثير من الإجراءات، والمخاطرة الكبيرة؛ لأن المقاومة باتت تحوز مضادات للطيران، ما قد يعني أن أجواء غزة قد تصبح محرّمة على الطيران الإسرائيلي".
الكاتب: غرفة التحرير