ان حصار كيان الاحتلال لقطاع غزّة بهدف الضغط على فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني للتخلي عن فكرة "تحرير الأرض"، كان سبباً في مزيد من إصرار المقاومة على المُضي في خيارها، حيث صنعت سُبل أخرى لتأمين نفل السلاح والمعدات العسكرية الى القطاع وحفظها بعيداً عن أعين الاحتلال ورصده. فحفرت المقاومة تحت الأرض أنفاقاً شكّلت جسوراً حيويةً أربكت الاحتلال وأحدثت فجوة في أهدافه، ما دفعه لمزيد من الأعمال "انتقامية" بحق المقاومة.
وفي 30 تشرين الأول عام 2017 قصفت قوات الاحتلال نفقاً لسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس في قطاع غزّة، باستخدام الغاز السام ما أدى لاستشهاد 12 من أفراد السرايا من بينهم عضو المجلس العسكري وقائد سرايا القدس في لواء الوسطى عرفات أبو عبد الله.
فمن هو الشهيد القائد؟
وللشهيد القائد أبو عبد الله تاريخ من العمل الجهادي الذي ألحق الخيبات بالاحتلال وجيشه ومسؤوليه، وشكّل نقلات مهمة ونوعية في عمل سرايا القدس:
_ بدأ نشاطه الجهادي في بدايات الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث كان يبلغ من العمر حينها 18 عاماً.
_ كان من أوائل الذين تعرضوا للإصابة والاعتقال، حيث اعتقله الاحتلال عام 1988، لكنه استطاع من داخل السجن العمل مع لجان وأفراد حركة الجهاد الإسلامي.
_ وعند خروجه بعد عام، كان من المؤسسين والذين بادروا الى وضع هيكلة الجناح والعمل العسكري للجهاد الإسلامي.
_ في التسعينات عمل بشكل مباشر مع مسؤول الجناح العسكري للسرايا في المحافظة الوسطى الذي كان أخاه.
_ تولى الشهيد عرفات مسؤولية سرايا القدس في مخيم البريج في غزّة، حيث شكّل المجموعات العسكرية في المنطقة التي نفذّت أوائل عمليات قصف مواقع الاحتلال والمناطق المحتّلة بالصواريخ، وشاركت في التصدي لعدة اجتياحات قام بها قوات الاحتلال خلال العدوان على القطاع عام 2008.
_ أظهر براعة عسكرية وقدرة قيادية مكنته من تحمّل مسؤولية لواء الوسطى في السرايا بعد استشهاد شقيقه.
_ عمل الشهيد على إعادة ترتيب صفوف سرايا القدس وتنظيمها بعد العدوان، والتطوير من قدراتها العسكرية بحيث أشرف بنفسه على تصنيع الصواريخ وكيفية رميها.
_ كان أول من طور راجمة الصواريخ، وصواريخ "الكورنيت" في العدوان عام 2012، وتمكن مع أفراد آخرين في السرايا من استهداف "تل أبيب" بصاروخ "فجر5" لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
_ وبعد انتهاء العدوان، انتقل القائد أبو عبد الله الى مرحلة التطوير النوعي للبنية التحتية العسكرية للسرايا من خلال منظومة الأنفاق، وعمل بنفسه ميدانياً على الإعداد والتجهيز.
_ كان أحد قادة معركة "البنيان المرصوص" عام 2014 وأشرف على العديد من العمليات العسكرية التي طالت الاحتلال في عمقه وأصابت "تل أبيب".
وحاول الاحتلال اغتيال القائد عرفات مرات عدّة لكنه فشل وقصف منزل عائلته في غزّة خلال العدوانين عام 2012 وعام 2014.
الكاتب: غرفة التحرير