مع استمرار السعودية بهجماتها التي تطال المنشآت الحيوية اليمنية والمدنيين العزل، تعود إلى الواجهة إشكالية استمرار دعم الولايات المتحدة العسكري، وعقد الصفقات التسليحية مع ارتكاب الرياض لشتى أنواع المجازر والانتهاكات للقوانين الدولية. وفي هذا الصدد نشر موقع "ذا هيل" القريب من الكونغرس مقالاً اعتبر فيه ان "تسليح السعودية هو ضرورة استراتيجية أميركية"، حيث انها اليوم، تلعب دوراً فاعلاً في المنطقة دفاعاً عن المصالح الأميركية.
وقالت كاتبة المقال وهي المحللة في السياسات الخارجية والأمن القومي بمعهد هدسون، ريبيكا هاينريش، تحت عنوان "لماذا كانت صفقة الأسلحة السعودية ضرورة استراتيجية": ان "العديد من المشرعين من اليمين واليسار قد تعاونوا في محاولة لهزيمة محاولة تجديد دفاعات المملكة العربية السعودية، ولكن الكونغرس لم يقتنع باعتراضاتهم، ووافق على بيع الأسلحة، وقد تركزت الحجة لمنع البيع على القدرات التقنية للأسلحة نفسها، في حين تم دحض الاعتراضات القائمة على الجوانب الفنية بسهولة، كما صرفت الانتباه عن نقاش مستمر أكبر يستحق "فك الاشتباك". الكونغرس لم يقتنع بالاعتراضات على صفقة الأسلحة للسعودية، وتم دحض الاعتراضات القائمة على الجوانب الفنية بسهولة".
وقد ذكر التقرير ان "صفقة إدارة الرئيس جو بايدن للسعودية قد تضمنت ما قيمته 650 مليون دولار من أنظمة الصواريخ، وهي أنظمة دفاعية بحتة، وفقا لما قالته هاينريش، التي أوضحت أن صواريخ جو- جو المتطورة متوسطة المدى التي تم بيعها غالباً ما تقوم بإسقاط طائرات بدون طيار، وقالت إن السعوديين بحاجة إليها لأنهم استنفدوا ذخائرهم في الحرب الدائرة في اليمن".
وأشار المقال إلى أن "الاعتراضات الرئيسية للسيناتور راند بول والنائبة إلهان عمر على الصفقة كانت بسبب أنه سيتم استخدام الصواريخ لدعم لعمليات الهجومية كما أن بيع الأسلحة من شأنه أن يطيل من عمر الحرب الدامية، وقالت هاينريش إن الاعتراضات محقة فيما يتعلق بمأساة اليمن، ولكن الخطأ هو في سبب وطريقة إنهاء الدور الذي يلعبه الدعم العسكري الأمريكي".
ولفتت الكاتبة إلى ان "الولايات المتحدة تركز على الصين باعتبارها تهديداً سريعاً، وهنالك محاولات في واشنطن لإعادة توجيه التخطيطات الدفاعية لردع العدوان الصيني في المحيط الهادئ، ولكن هذا لا يعني "غسل الأيادي" من مشاكل أوروبا أو الشرق الأوسط، حيث لا تزال الولايات المتحدة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسوق الطاقة العالمي، ولا يزال حلفاء أمريكا في آسيا يعتمدون على نفط الخليج كما أن سوق الطاقة هو عامل حاسم في الجغرافيا السياسية".
ونقلت الكاتبة عن مساهمة بارزة في مجلة بروفيدنس، هاينريش، "ان إيران هي السبب الأكبر للعنف والاضطراب في الشرق الأوسط، وهي غالباً ما تلوح بقدرتها على التأثير على توافر وسعر الطاقة من خلال التهديد بإغلاق مضيق هرمز. معتبرة أن السعودية تقود تحالفاً في الخليج في مجال الأمن البحري لإبقاء ممرات الشحن الحيوية مفتوحة، وإذا فقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها مثل السعودية السيطرة على أمن هذه الممرات البحرية، فإن العديد من الدول، مثل روسيا والصين، ستتمتع بقوة كبيرة لابتزاز الولايات المتحدة. ووفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تعتبر منطقة باب المندب، أحد نقاط الاختناق الرئيسية للنفط في العالم، حيث يمر أكثر من 3.8 مليون برميل نفط و"المنتجات البترولية المكررة" عبر المنطقة في الطريق إلى أوروبا وآسيا والولايات المتحدة".
وأشارت الكاتبة إلى أن "إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب كانت تقدم للسعودية الأسلحة الهجومية والدفاعية والمشورة العسكرية، ولكن عندما أصبح بايدن في السلطة، تم إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن، بما في ذلك بيع الذخائر الموجهة بدقة، ولا تقدم الولايات المتحدة الآن سوى الأنظمة الدفاعية".
صفقة الأسلحة للسعودية تتألف من أنظمة دفاعية فقط
هذا واعتبر المقال ان "الحوثيين يهاجمون عمداً الأهداف السعودية بطائرات مسيرة، والأهداف المدنية، بما في ذلك المطارات، لذلك كانت هناك حاجة ماسة إلى الصفقة، التي تشمل بيع حوالي 280 من صواريخ جو- جو، وقالت إن الولايات المتحدة تحتفظ بشراكة عسكرية وثيقة مع التحالف، الذي تقوده السعودية، وأكدت أنه لا يتم إرسال الأسلحة بدون تدقيق".
وأكدت هاينريش أن "القلق بشأن الطريقة التي كانت تدير بها السعودية العمليات في اليمن، قد أسفرت عن دعوة من الحزبين في إدارتي ترامب وبايدن إلى ضرورة التقليل من الخسائر بين المدنيين... نهج بايدن المتشدد تجاه السعودية قد أدى بالفعل إلى تطلع الرياض نحو روسيا والصين لشراء أنظمة دفاع، وقالت إن المزيد من التشابك في الشرق الأوسط هو شيء ترغب الولايات المتحدة فعلاً بتجنبه".
المصدر: موقع ذا هيل
الكاتب: ريبيكا هاينريش