ليست القواعد العسكرية الامريكية في العراق، هي الوجود الوحيد والخطير في هذا البلد، بل إن مجمع سفارتهم أيضاً، يثير الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب، حول ماهية وجوده وضخامة مساحته، بل وحتى في ضخامة عدد موظفيه.
فهل هو منشأة كباقي السفارات، تؤدي مهام دبلوماسية وقنصلية فقط، أم تتعداه لمهام ذات طابع استخباراتي وعسكري؟
كما تطرح علامة الاستفهام حول اهتمام أمريكا ببناء أضخم مجمعات السفارات لها، في العراق وكذلك في لبنان. فهل بهدف أن تكون تعويضاً عن غياب القواعد العسكرية مثلاً؟
أبرز معالم ومواصفات السفارة
أما أبرز معالم هذا المجمع التي تثير علامات الاستفهام هذه فهي:
_ تمركز السفارة في وسط العاصمة بغداد، بالقرب من أهم المؤسسات الحكومية في البلد، بحيث تبعد عن:
1)القصر الرئاسي: 1.31 كم.
2)مقر مجلس الوزراء: 1 كم تقريباً.
3)مقر مجلس القضاء الأعلى: 500 متر تقريباً.
4)مطار بغداد الدولي: حوالي 12.5 كم.
_ افتتح رسميًا في العام 2009، وهو ثالث موقع للسفارة أمريكية في البلد، ومنذ شهر أيلول للعام 2016، بات مقراً إقامة السفير أيضاً.
_ ويقع المجمع على نهر دجلة غرب جسر 14 تموز، ويتكون من 21 مبنى، بمساحة تقارب 80 ملعب كرة قدم.
_يبلغ عدد كادرها البشري حوالي 15 ألف موظف، أي ما يساوي عديد فرقة عسكرية نظامية، فيما وصل أقصى عدد موظفيها الى 16 ألف في العام 2012.
_ هي أكبر سفارة من حيث المساحة، بين جميع السفارات الامريكية التي بنيت في العالم، بحوالي 10 مرات. حيث تبلغ 0.44 كم مربع، وبالتالي فإنها تساوي مساحة دولة الفاتيكان، أما مجالها فهو أكبر 6 مرات من مساحة مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
أما المثير للاستغراب، أنها تشغل مساحة أكبر مما يشغله القصر الجمهوري العراقي أيضاً.
_ وصلت كلفة إنشائه الى أكثر من 750 مليون دولار أمريكي، جرى مرات عديدة طلب زيادة مبالغ إضافية لاستكماله، مع الالتفات الى ان هذه التكلفة كانت في مطلع الالفية الثالثة.
_ تشمل المباني المتواجدة فيه:
1)6 مباني سكنية للعاملين.
2)مرافق لمعالجة المياه والنفايات.
3) محطة توليد طاقة كهربائية.
4) مبنيان مخصصان للمكاتب الدبلوماسية الرئيسية.
5) مرافق للترفيه: بما في ذلك صالة رياضية، والعديد من ملاعب التنس وحمام سباحة أولمبي وملاعب كرة القدم وكرة السلة، إضافة لصالة سينما ومجمع تجاري.
_ تفاصيل الجهاز الأمني المنوط بحمايتها سرية للغاية، ولكن من المحتمل أن تشمل مفرزة كبيرة تابعة لقوات الأمن البحرية الأمريكية.
وقد تم إحضار منظومة دفاع جوي متطورة من نوع C-RAM، مخصصة لاعتراض الطائرات المسيرة أو أي تهديد بقذائف صاروخية، وتستطيع رصد أي جسم معدني في أجواء مدينة بغداد.
_ تصميم المجمع الهندسي لم ينشر علناً، إلا أنها صُمم بإمكانيات تضمن لقاطنيه الاكتفاء الذاتي من الطاقة والمياه، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه عن بغداد، لا سيما خلال الاضطرابات الأمنية.
_ يبلغ ارتفاع السور المحيط به حوالي 3 أمتار، وهو مصنوع من الخرسانة المسلحة القوية، القادرة على تشتيت عصف الانفجار الناجم عن تفجير سيارة مفخخة أو قذائف صاروخية أو هاون.
_ أما المباني فقد تم تحصينها بشكل استثنائي، حيث صُممت كأنها حصن مضاد للقنابل البيولوجية، وزُودت بنظام تنقية للهواء من أي هجوم كيماوي أو بيولوجي، كما صممت نوافذه بشكل صغير يشبه الشقوق.
_ تتولى قوات المارينز حمايته، وقد عززت هياكل مبانيها أكثر من السفارات الأخرى بمقدار مرتين ونصف. كما يحتوي المجمع خمسة مداخل أمنية مشددة ومدخل للطوارئ.
وفي حال وقوع أي حادثة اقتحام، يمكن تعزيز حرس السفارة بقوة من 750 عنصر إضافي.
الكاتب: غرفة التحرير