لم تكن القوة العسكرية لكيان الاحتلال الإسرائيلي في أي مرحلة من المراحل، هي قوة نابعة من مقدرات الكيان الذاتية. بل كانت على الدوام، تعتمد على ما يتلقاه الكيان من دعم هائل من قبل الدول الغربية، وبشكل خاص من خلال الدولة الفرنسية، ثم لاحقاً من خلال تبني الولايات المتحدة الامريكية له.
هذا الدعم اللامحدود، طال عدة مجالات عسكرية، ولم يقتصر على الجوانب التكتيكية للقدرات العسكرية، بل وصل أيضاً الى الجوانب الاستراتيجية منه، مثل الأسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات. ففرنسا كانت السبب الرئيسي في نشأة البرنامج النووي العسكري الإسرائيلي، بالإضافة لبرنامج صناعة الصواريخ الباليستية، منذ العام 1949. ثم تولت أمريكا المهمة عنها بشكل كامل، لا سيما في العام 1958، وذلك عقب إنهاء الدولة الفرنسية علاقاتها الأمنية مع إسرائيل. ليصبح اعتماد إسرائيل كلياً على واشنطن، من خلال المساعدات العسكرية الأميركية الدائمة لها، وضمان الحفاظ على تفوقها النوعي في المنطقة.
فما هي مراحل تطور علاقة الدعم العسكري الأمريكي للكيان؟
_ بدأت المساعدات العسكرية الأميركية منذ العام 1949، ومنذ ذبك الحين كانت تبلغ ملايين الدولارات. أما التعاون العسكري بينهماـ فقد بدأ فعليا في العام 1952، بعد توقيعهما اتفاقا للدعم اللوجستي (أبرز مثال على ذلك الجسر الجوي خلال الحرب على لبنان تموز2006 وحرب غزة في العام 2014)، ثم تلاها أكثر من 25 اتفاقية تعاون تشمل الجوانب العسكرية والأمنية والسياسية.
_ وفي العام 1958 بدأ الكيان يتلقى مساعدات أمنية وعسكرية من أمريكا، تحولت بعد حرب الـ 1967 الى مساعدات دائمة. ووصلت ذروة هذه المساعدة، بعد توقيع اتفاقية كامب دايفيد مع مصر في العام 1979.
_ في العام 1985، تم الاتفاق على تقديم منحة سنوية للكيان، قيمتها 3 مليار دولار، وتكون مخصصة فقط للأمن وشراء المعدات العسكرية.
_ وقد ازدادت الحاجة الإسرائيلية لهذا الدعم كثيراً، بعد نشوء محور المقاومة وحركاته، حيث بات يشكل المصدر الوحيد للتهديدات الوجودية والاستراتيجية للكيان.
فما هو حجم هذه المساعدات؟
_ تشكل هذه المساعدات ما نسبته 55% من جميع المساعدات الأميركية في العالم. وقد بلغت منذ العام 1948 حتى العام 2018 ما بين 130مليار و270 مليار دولار حسب التقديرات.
أما فيما بعد العام 2019، فقد أقرت واشنطن حزمة مساعدات حتى العام 2028، تبلغ قيمتها 38 مليار دولار، وتشمل تمويل مشاريع عسكرية مشتركة فيما بينهما، خاصة تلك المتعلقة بمنظومات الدفاع ضد الصواريخ (مثل مشاريع دعم القبة الحديدية).
_ أما بالنسبة للكيان، فتشكل هذه المساعدات حوالي 18% من ميزانيتها العسكرية، والتي ساهمت في تطوير العديد من منظومات دفاعها الجوي (حيتس، القبة الحديدية).
_ تنصيب رادار X-Band المتطور في منطقة ديمونا، من أجل تأمين الإنذار المبكر قبل اطلاق الصواريخ الباليستية عليها (من الجمهورية الإسلامية الإيرانية).
_ ضمان حصول الكيان على أكثر التقنيات والتكنولوجيات والمعدات والأنظمة العسكرية تطوراً في العالم، ومنع أي دولة في المنطقة حتى لو كانت حليفة لهما، من الحصول عليها أو ما يماثلها (مثل قضية بيع طائرات F-35 للامارات).
الكاتب: غرفة التحرير