تصور رواية "القرش" الخيالية، للكاتب الإسرائيلي "ميشكا بن دايفيد"، الأحداث التي تقع في الكيان خلال شهر أيار من العام المقبل 2022. و"بطل" هذه الرواية هو قائد غواصة نووية، تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ينقطع الاتصال فيما بينه وبين قادته، ومهمته الوحيدة إطلاق الصواريخ النووية، حينما يصبح مستقبل الكيان مرهوناً بذلك.
هذه الرواية وان كانت خيالية، لكاتب خدم في جهاز الموساد أكثر من 12 عاماً، إلا أن فيها من الواقع الكثير من الأمور الحقيقة. وعلى رأسها ما يصمت العالم عن ذكره، أو التلميح له قبل الاعتراض عليه: البرنامج النووي العسكري الإسرائيلي.
فدول العالم بأسرها، لا مشكلة لديها في أن يمتلك كيان احتلال ذو أفكار عنصرية وتوسعية، أكثر من 200 رأس نووي (الاستخبارات الامريكية تحصر العدد ما بين 70 و 130 رأس نووي). أما أن تمتلك دولة ما كإيران برنامجاً نووياً سلمياً، ولأغراض مدنية حصراً، فهذا ما لا يمكن القبول به إطلاقاً. ومن أجل إيقافه، تشن هذه الدول الغربية وفي مقدمتهم أمريكا، أضخم حروب الحظر والحصار الاقتصادي في التاريخ، بذريعة تهديد الامن والسلم الإقليمي والعالمي. بينما الكيان الذي يملك ما يهدد هذا السلم والامن فعلاً، يكرّم بتزويده بأكثر الأسلحة والتقنيات التدميرية إيذاءً للبشرية، ناهيكم عن الصمت عن برنامجه النووي. وللمفارقة بأن كيان الاحتلال يرفض البحث في أي جهود لمنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، كما أنه لم يوقع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في العالم، بعكس الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قبلت بالتوقيع على بروتوكولات إضافية تضمن ذلك.
أكثر من 8 مفاعلات نووية
ومن خلال استعراض بعض التفاصيل، حول البرنامج النووي الإسرائيلي، سوق يدرك أي فرد، مدى خطورته فعلياً على المنطقة بأسرها، كما سيدرك مدى الظلم الدولي الذي تتعرض له إيران.
وأبرز هذه التفاصيل:
_ يمتلك الكيان 8 مواقع نووية على الأقل:
1)في منطقة "عيلبون" الشمالية: الذي يضم مستودعاً لتخزين الأسلحة النووية التكتيكية.
2) في منطقة "ياديفات" الشمالية: منشأة تجميع صواريخ نووية.
3)مصنع "رفائيل" في منطقة الوسطى: يعتقد أنه للهندسة النووية وتركيب الرؤوس النووية.
4)بالقرب من قاعدة "بالماخيم"، وفيه مفاعلاً بحثياً لإنتاج الطاقة الكهربائية.
5)"ناحال سوريك"في المنطقة الوسطى: يعمل فيه أكثر من 200 باحث.
6)"تيروش": منشأة يعتقد أنها لتخزين الصواريخ النووية.
7)"كفار زخاريا": يعتقد أنه مخزن للصواريخ النووية أيضاً.
8) مفاعل ديمونا: يعمل فيه أكثر من 2700 عالم وتقني، ويحتوي على مفاعل ومصنع لإعادة معالجة البلوتونيوم.
أسلحة إسرائيل النووية
_ تتراوح تقديرات الخبراء حول مخزون إسرائيل بين 80 و400 رأس نووي.
_ كما تمتلك إسرائيل العديد من القدرات، من أجل توجيه هذه الرؤوس الى الأهداف مثل: الطائرات الحربية، صواريخ الكروز التي تطلق من الغواصات، سلسلة صواريخ أريحا الباليستية المتوسطة والعابرة للقارات.
_ يقدر وقت انتهاء صناعة أول سلاح نووي لها ما بين أواخر العام 1966 وبداية العام 1967.
_ كان لفرنسا الدور الأساسي في مساعدة الكيان على بناء هذا البرنامج النووي، من خلال تشييد مركز النقب للأبحاث النووية بالقرب من ديمونا.
تم الكشف عن تفاصيل البرنامج المكثفة في 5 تشرين الأول من العام 1986، من خلال التقني "مردخاي فعنونو" الذي كان يعمل سابقًا في المركز، والذي صرح بهذه التفاصيل لصحيفة "الصنداي تايمز البريطانية". وسرعان ما اختطفه الموساد وأعيد إلى الكيان، حيث حكم عليه بالسجن 18 عاما بتهمة الخيانة والتجسس.
الكاتب: غرفة التحرير