ولد الشهيد الشيخ نمر باقر النمر في العام 1959 في منطقة العوامية إحدى مدن محافظة القطيف في السعودية، وترعرع في كنف عائلة معروفة بالعلم والعطاء.
بدأ الشيخ دراسته العلمية في بلدة العوامية حتى حصل على الشهادة الثانوية، وفي عام 1980، انتقل الى إيران ليكمل دراسته والتحق بحوزة الإمام القائم (عجل الله فرجه) في طهران طلبًا للعلوم الدينية. وتتلمذ على يد علماء كبار أمثال السيد محمد تقي المدرسي، والسيد عباس المدرسي والشيخ وحيد الأفغاني، وأتم دراسة الأصول والفقه وحصل على درجة الاجتهاد.
بعد ذلك، تولى الشيخ النمر إدارة حوزة الإمام القائم لعدة سنوات وساهم مع زملائه في تقدمها وتطويرها، كما تتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء.
في العام 1995، عاد الشيخ النمر الى مسقط رأسه في السعودية، وكان له العديد من النشاطات التي أثرت على الساحة الداخلية والخارجية في مختلف المستويات السياسية والفكرية والدينية. وكان من أبرز أنشطته العمل على التوعية الفكرية والدينية في منطقة العوامية عبر إقامة صلاة الجمعة والجماعة، بالإضافة إلى القاء المحاضرات وإقامة الندوات داخل المنطقة وخارجها.
وإلى جانب الدور التوعوي، اهتم الشيخ بالحقوق السياسية واحترام حقوق الانسان، فقد طالب بالإفراج عن المعتقلين تعسفيًا لدى السلطات السعودية، إضافة إلى العدالة لكافة المواطنين من مختلف المناطق والمذاهب، كما عمل على انتقاد النظام السياسي ودعوته للإصلاح وشدد على ترسيخ مبدأ السلمية في الاحتجاج والتغيير وهذا ما كان ظهر بوضوح في جميع المظاهرات التي دعا إليها الشيخ.
ونتيجة لنشاطاتها المعارضة للنظام السعودي، لم تخلو حياة الشيخ من المضايقات والاعتقالات التعسفية بحقه من قبل السلطات السعودية. ففي العام 2003، اعتقل الشيخ النمر لعدة أسابيع بعد إقامة صلاة الجمعة في ساحة كربلاء، وطالبت السلطة السعودية إزالة البناء الذي تقام فيه الصلاة ليطلق سراحه، وفي العامين 2004-2005 عادت السلطات لتعتقل الشيخ من أجل الغاء المهرجان الذي يقام سنويًا للمطالبة ببناء البقيع، واستمرت مدة الاعتقال في المرتين لمدة يوم واحد (يوم المهرجان).
كذلك في العام 2006 أعيد اعتقال الشيخ للمرة الرابعة على التوالي أثناء عودته من البحرين وذلك بسبب تقارير كاذبة كتبت بحقه، وتعرض آنذاك لتعذيب جسدي كبير، في حين لم تفرج السلطات عنه الا بعد المظاهرات التي خرجت في منطقة العوامية.
ومع بداية الاحداث العربية عام 2011 والثورة البحرينية، نظم تجمع الشباب في القطيف مسيرات مطالبة بالإفراج عن تسعة معتقلين كان قد مضى على اعتقالهم 16 عامًا، وقد قوبلت بدخول القوات العسكرية السعودية إلى المنطقة واعتقال المئات من المتظاهرين. وعلى إثر هذه الأحداث، تصدى الشيخ النمر بقوة للمطالبة بحق أهالي القطيف، داعمًا للمسيرات والمظاهرات ومشددًا على السلمية في التحركات.
وأصبح الشيخ النمر قائدًا علنيًا للثورة في القطيف ما أزعج السلطات السعودية بقوة، حتى قامت في الثامن من تموز من العام 2012 باعتقاله بطريقة عنيفة حيث سحبوه من سيارته، ثم أطلقوا عليه أربع طلقات أصابته في فخذه الأيسر، إضافة إلى جرحه في رأسه، فنقلوه إلى المستشفى العسكري في الظهران من ثم إلى مستشفى قوى الأمن في الرياض ثم إلى سجن الحائر ووضعوه في زنزانة انفرادية.
وبعد نحو عام من اعتقاله بدأت الحكومة السعودية بمحاكمة الشيخ من دون إعلام أهله، وقد وجه المدعي العام السعودي ضده تهمًا ملفقة، وأصدر على إثرها قرارًا يقضي بالإعدام للشيخ و46 شخصًا. وفي 2 كانون الثاني من العام 2016 نفذت السلطات السعودية قرار الإعدام، ولم تسلم جثمان الشهيد الشيخ النمر إلى ذويه وقالت إنها دفنته في مقابر المسلمين.
المصدر: كتاب السيرة الذاتية للشهيد الشيخ نمر باقر النمر
الكاتب: غرفة التحرير