يمر كيان الاحتلال بمرحلة هي الأصعب منذ احتلاله لفلسطين، حيث ان العوامل الأساسية لزواله باتت تأتي من جبهته الداخلية ومؤسساته وتراكم الخيارات الخاطئة التي اتخذها طيلة السنوات الماضية، حيث باتت تشكّل تهديداً عميقاً لوجوده.
صحيفة هآرتس أشارت في مقال لها إلى ان هناك 6 عوامل أساسية ستجر "إسرائيل إلى الدمار" معتبرة ان "البيبية هي حركة عنصرية، فاشية، تسجد كنوع من عبادة الشخصية لزعيم فاشل متهم بمخالفات جنائية لا يكلف نفسه عناء إخفاء غريزته الديكتاتورية. القليل الذي بقي من اليسار الليبرالي والذي يعارض الاحتلال، سيواصل تحت حذاء ديكتاتورية نتنياهو".
النص المترجم:
سبق أن وقعت إسرائيل على شهادة وفاتها. لم يبق سوى انتظار ما هو محتم. هاكم العوامل التي تجرنا إلى الدمار:
1- إسرائيل دولة أبرتهايد ثنائية القومية، وهذا أمر غير قابل للتراجع عنه. الأغلبية الثابتة في أوساط يهود إسرائيل يؤيدون استمرار الاحتلال، سواء بشكل نشط بكونهم مستوطنين ويصوتون لأحزاب تسعى إلى الضم وجنود (لا يستحقون صفة مقاتلين) ينفذون الاحتلال، أو بشكل سلبي مثل عدم مبالاة بالاحتلال وعدم القيام بمحاربته رغم أنهم يعارضونه بشكل مبدئي. فعلياً، أغلبية الإسرائيليين يتعاونون مع الاحتلال ويستمرون في ذلك.
في ظل غياب معارضة حقيقية، إسرائيل قادرة على مواصلة الاحتلال لفترة طويلة، بثمن أخلاقي فظيع باتت علاماته معروفة. ولكن تفسير هذا الأمر فعلياً هو أن إسرائيل توقفت عن كونها ما كانت تحب تسميته "دولة يهودية" (مع أقلية 21 في المئة من العرب داخل الخط الأخضر)، بل إنها لم تعد صهيونية أيضاً، إنما بربرية.
2- البيبية. وهي الثمرة المرة للاحتلال. حركة عنصرية، فاشية، مناوئة للديمقراطية، مدفوعة بأسس مسيحانية دينية، تسجد كنوع من عبادة الشخصية لزعيم فاشل متهم بمخالفات جنائية لا يكلف نفسه عناء إخفاء غريزته الديكتاتورية، ويواصل السعي إلى تقويض سلطة القانون والتمتع بدعم الجمهور الواسع، وربما سيعود إلى الحكم بسرعة. وإذا حدث ذلك، فستختفي الديمقراطية المحفوظة لليهود. القليل الذي بقي من اليسار الليبرالي والذي يعارض الاحتلال، سيواصل تحت حذاء ديكتاتورية نتنياهو. حتى إذا اختفى نتنياهو من المشهد السياسي (لا أراهن على ذلك)، فستواصل البيبية وجودها وتضخمها حتى من غيره، بصيغة معينة، مثل البيرونية في الأرجنتين.
3- الأصوليون. الحكم الذاتي الأصولي سيواصل النمو، وسيستمر في إخراج مواطنين غير ديمقراطيين من أوساطه، وليس لهم ثقافة غربية أساسية، لا يعتبرون أنفسهم خاضعين للقانون، وكثير منهم لا يعملون، وهم يشكلون عبئاً على الاقتصاد آخذاً في التزايد.
4- جودة البيئة. في الوقت الحالي، إسرائيل دولة مكتظة جداً، حسب معايير غربية. وبسبب بيانات الولادة في أوساط الأصوليين، فمن المتوقع أن يزداد الاكتظاظ. إضافة إلى ذلك، تعاني إسرائيل من إهمال إجرامي للمواصلات والخطوات التي يجب اتخاذها بسبب أزمة المناخ. وضع الاختناقات شديد، ومن غير الواضح ما إذا كان القطار الخفيف في تل أبيب سينجح في تخفيفها. دولة مكتظة وملوثة وساخنة جداً وعصبية ومتعرقة، هي دولة تغلف الأبرتهايد بحكم بيبي. ولكن لم ينته ذلك حتى الآن.
5- الثقافة. يبدو أن الكثير من الإسرائيليين يمكنهم توقع وصمهم بالعار في الشبكات الاجتماعية، التي هي مزبلة بيبية، وحشية ومحرضة، تسعى إلى إسكات "أعداء الشعب"، لكن ليس هذا فقط، فثمة أبواق كثيرة لليسار غير الليبرالي، الذي يسعى هو أيضاً إلى إسكات أعداء برنامجه. وإذا مزجنا ثقافة هذا الحوار بالبيبية وبالخلطة الجديدة غير المتناهية الواقعية، لقنوات التلفاز، فسنحصل على مزيج من الامتثال الذي سيقتل الكثير من التفكير النقدي المستقل والفردي هنا.
6- الحرب. صواريخ "حزب الله"، صواريخ إيران وحماس. ثمة ثكل سيزدهر.
المصدر: هآرتس
الكاتب: روغل الفر