أكثر من 32 عاماً على اختفاء طيار اسرائيلي يُدعى رون أراد في الأراضي اللبنانية، ولا يزال الاحتلال وأجهزته الاستخباراتية في حالة تخبّط وارتباك، وعجز عن معرفة أية معلومة تتعلّق به أو بمصيره، ويستمر بالبحث عن أي أثر له، وكان قد وضع ما أسمام "جائزة مالية" قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى معرفة مكانه بحيث ان الاحتلال يعبره لليوم "مفقوداً رسمياً".
وكان رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بنيت قد ادعى أمام الكنيست مطلع الشهر الجاري ان الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية (الموساد) قد نفذًت عملية في سوريا للكشف عن معلومات حول الطيار ومصيره ومكان تواجده لكن سرعان ما نفى الموساد ادعاءات بنيت، وأشار الى ان العملية فشلت، وقد تعرض بينت لانتقادات شديدة من مسؤولين إسرائيليين ومن الاعلام العبري.
مجريات عملية الاختفاء
في 16/10/1986، رُصدت طائرتان حربيتان للاحتلال كانتا تحلّقان على علو متوسط فوق مخيم المية والمية، فاستهدفتهما فصائل المقاومة الفلسطينية بمضادات أرضية ثقيلة من عيار 23 ملم، وتمت إصابتهما وإسقاطهما.
وبعدها شُوهد الطياران وهما يهبطان في مظلتين، وسقطا في واد بين بلدتي سيروب وزغدرايا في قضاء صيدا جنوب لبنان، وفجأة تسارعت وتيرة الاحداث وصار خبر وقوع الطيارين واختفائهما أهم من إصابة الطائرتين وحجم الضرر الذي لحق بهما.
وكان الطياران قد سقطا في منطقة تقع ضمن قيادة عناصر من أفواج المقاومة اللبنانية أمل ويشرف عليها المسؤول العسكري مصطفى الديراني، وفي البداية استطاعا الاختباء واستطاع الاحتلال سحب الطيار الاول افيرام عبر مروحيات "الكوبرا" بعد ساعات من الاستنفار والتوتر في صفوف وحدات الاحتلال ومسؤوليه وجنوده، لكن أفواج المقاومة عادت والقت القبض على الطيار الثاني رون أراد، ونقلته ليلاً باتجاه الضاحية الجنوبية في بيروت.
وعمل الاحتلال في وقت لاحق على أسر الشيخ عبد الكريم عبيد من حزب الله، ومصطفى الديراني، بهدف الضغط لمعرفة مصير الطيار آراد، لكن المقاومة أجبرت الاحتلال في صفقة لاحقة على إطلاق سراح الأسيرين عام 2001، ثم حاول الاحتلال ربط خطف الطيار أراد بقتل حزب الكتائب اللبنانية الدبلوماسيين الأربعة الإيرانيين عام 1982، فيما تؤكد طهران أن "إسرائيل" هي المسؤولة عن مصير الدبلوماسيين.
الكاتب: غرفة التحرير