مفاوضات إيجابية بين ايران و 4+1 تمهد لعودة واشنطن للاتفاق النووي

فيما تسعى الولايات المتحدة الأميركية بكل الوسائل الممكنة للتوصل إلى حل للقضية النووية الإيرانية، وابرام اتفاق يحدّ من قدرة ايران النووية، تتمسك طهران بشروطها وموقفها أمام إدارة بايدن، بأن لا عودة إلّا بشروط الاتفاق السابق، دون أي زيادة أو نقصان، ورفع شامل للعقوبات.

وفي ضوء التطورات الدولية المتسارعة، وعلى رأسها التحرك الصيني والاتفاقية الاستراتيجية الشاملة مع إيران، أظهر الجانب الأميركي والأوروبي ليونة تجاه طهران لإيجاد حل سريع للقضية النووية، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي عن اجتماع افتراضي انعقد اليوم الجمعة بين إيران ومجموعة الدول التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي 4+1، لبحث عودة واشنطن مجددًا إلى الاتفاق.

لقاءٌ  حسب المعطيات، اتسّم بالجدّية من كافة الأطراف للوصول إلى حل، ورغبة أميركية شديدة بعد مماطلة ومراوغة أزعجت طهران، وجعلتها تتخذ خطوات بتقليص الالتزامات النووية لا سيما في ظل تخلف الدول الاوربية واميركا عن التزاماتها تجاه الاتفاق.

الرغبة الدولية ترجمتها الولايات المتحدة بالترحيب بهذا الاجتماع بين الدول الكبرى وإيران، وذلك على لسان الناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس الذي قال إن أميركا جاهزة للعودة إلى الإيفاء بالتزاماتها الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة، مع قيام إيران بالأمر ذاته. وأشار برايس إلى محادثات تجريها أميركا مع شركائها بشأن طريقة مثلى لتحقيق ذلك. وأضاف: "ننظر في الخيارات المتاحة للقيام بذلك، بما في ذلك محادثات غير مباشرة من خلال شركائنا الأوروبيين".

المبادرة التي انتهت اليوم بإيجابية بحسب ما أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، وسيليها اجتماع اخر  الثلثاء المقبل في فيينا، تعدّ خطوة تحقق مكتسبات عدة لدول الاتحاد الأوروبي إذا ما نجحت الجهود لإعادة  واشنطن الى الاتفاق، خصوصًا في ظل المسار التصاعدي الذي تسلكه الصين اليوم، حيث تضع الدول الأوروبية أمام ناظريها مكتسبات استراتيجية وحيوية واقتصادية في حال عاد التعاون مع طهران، بالإضافة إلى تحسين العلاقات السياسية المرتبطة بمناطق النفوذ المتقاطع وتأثيراته المتبادلة.

ايرانيًا تبدو هذه الخطوة إيجابية في حال استجابت الأطراف المعنية بالاتفاق خصوصًا أميركا، التي باتت اليوم في موقف العاجز أمام الجمهورية الإسلامية بعد التفافها على العقوبات المفروضة، وإبطال مفاعيلها من خلال سياسة الاقتصاد المقاوم والانفتاح الاقتصادي والاتفاقية الشاملة مع الصين، لكن يبقى الترحيب بالخطوات الفعالة لحل الأزمة حذراً بالنسبة لايران، في ظل عدم الثقة بالولايات المتحدة الأميركية، وهو ما أثبتته التجربة السياسية معها على مدار سنوات الماضية.

وكانت إيران والدول الست الكبرى المعروفة باسم P5 + 1 (الصين، فرنسا، ألمانيا، روسيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة) قد توصلت إلى اتفاق نووي تاريخي في 14 يوليو / تموز 2015 يحد من برنامج إيران النووي، ويعزز المراقبة في مقابل تخفيف العقوبات على إيران، إلّا أن الولايات المتحدة الأميركية عادت وانسحبت منه مع وصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.