تزداد مخاوف كيان الاحتلال من مضي الولايات المتحدة في خطواتها نحو توقيع الاتفاق النووي مع إيران وبعد تحييد الشرق الأوسط عن سلّم أولوياتها، الأمر الذي تعتبره "إسرائيل" يفتح الباب لبسط إيران نفوذها بشكل أكبر في دول المنطقة خاصة العراق الذي يشهد استحقاقات عدة توازياً مع بوادر واشنطن لسحب قواتها من البلاد. وفيما يلي أبرز مستجدات الحركة الأميركية-الإسرائيلية في إيران والعراق:
إيران
المؤشرات:
-أوساط إسرائيلية أبدت الانزعاج من أن هناك "انتقادات متصاعدة لإسرائيل من قبل روسيا لزعزعة استقرار المنطقة. وهناك شكوك أثيرت، خاصة منذ رحيل بنيامين نتنياهو، من قبل خبراء الأمن القومي الإسرائيلي البارزين حول العلاقات مع موسكو والمخاطر التي تشكلها استراتيجية روسيا في الشرق الأوسط على مصالح إسرائيل. بناء على ذلك، يشير كل هذا إلى أن روسيا قد تذهب إلى أبعد من ذلك في دعم رد الفعل الإيراني العنيف ضد إسرائيل، لا سيما وأن التحالف الأمني الإقليمي الروسي الإيراني سيكتسب بُعداً مؤسسياً وهيكلياً جديداً من انضمام إيران الذي يلوح في الأفق إلى منظمة شنغهاي للتعاون في عهد رئيسي".
-بعدما أكد مسؤولون إسرائيليون ان "الهدف الرئيسي من زيارة بينت للرئيس الأميركي سيكون تحديد ما إذا كانت إدارة بايدن ستستمر في دعم العمليات الإسرائيلية السرية ضد البرنامج النووي أم لا". أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي التأكيد على ذلك بقوله "توقيت زيارتي إلى واشنطن مهم جداً لأننا موجودون في نقطة مصيرية بشأن إيران، الآن هو الوقت المناسب لصد الإيرانيين، ويجب عدم إعطائهم أي فرصة لتحسين أوضاعهم من خلال إعادة الدخول في اتفاقية نووية أخرى، سنعرض مع الأميركيين خطة لكبح جماح الإيرانيين". ومن جهتنا سنواصل الهجمات السرية على برنامج طهران النووي".
-مؤشرات قوية وعلى أكثر من مستوى إسرائيلي تشير إلى ان الاحتلال يتجه إلى إعادة احياء مشروع اغتيال علماء وكوادر إيرانية مؤثرة بأسلوب الـ Covert action (تنسب او تتبناها مجموعات أخرى كجماعة خلق أو جماعات تكفيرية تعمل في إيران) فضلاً عن استئناف عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية ذات الطابع الاستراتيجي ويبدو أن الأميركيين أعطوا موافقتهم على هذا المشروع لأنه سيتم بشراكة كاملة معهم. المؤشرات ان المرحلة الافتتاحية لهذه العمليات باتت وشيكة مع ترجيح قوي لجغرافية ايران بشكل رئيسي وساحتي سوريا ولبنان ملحق.
-أحد السيناريوهات المحتملة التي قد يعتمدها الإسرائيليون بشأن الصراع الإيراني-الإسرائيلي في الساحة البحرية هو سيناريو: تهدئة الأوضاع في الساحة البحرية وتعزيز الرد في الحرب الجارية في الساحة التقليدية، منذ سنوات وتعزيز الهجمات على المواقع الإيرانية وحتى داخل إيران.
-من التوصيات الأمنية التي حملها رئيس وزراء الاحتلال إلى واشنطن حول إيران:
-يجب على إدارة بايدن مراجعة وتعزيز قدراتها في جمع المعلومات الاستخباراتية حول خطط الأسلحة النووية الإيرانية. ويجب أن تواصل الإدارة التنسيق عن كثب مع إسرائيل، التي عادة ما تجمع معلومات مهمة عن أنشطة إيران النووية ونواياها.
-يجب على الولايات المتحدة تكثيف صراعها ضد إيران وحلفائها. وجيب عليها أيضاً تحييد إيران على جبهات أخرى باستراتيجية موثوقة. في حين، يجب على رئيس الوزراء بينيت التأكد من أن إسرائيل جزء من هذه الإستراتيجية".
العراق
المؤشرات:
-صحّ ما حذّر منه باحثون أميركيون من أن المؤتمر الإقليمي الذي سيعقد في العراق بغياب سوريا سيفشل فشلاً ذريعاً وقد اظهر أداء الوفد الإيراني حجم النفوذ في العراق كما أنه أفاد طهران أكثر من واشنطن بعدما انتزع المؤتمر التزاماً إقليمياً جماعياً بوحدة العراق وتجنب الخوض في المواضيع الإقليمية الخلافية.
-يشير الخلاف المستمر بين قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي" بافل ولاهور طالباني" إلى تحولات محتملة في سياسة إقليم كردستان العراق، ومحركات محتملة لاستمرار عدم الاستقرار الإقليمي حيث أن أحدهما يؤيد الاتجاه البرزاني بالشراكة مع الأميركيين وتعزيز تمايز الإقليم عن المركز بينما يؤيد الآخر سياسة الزعيم الراحل جلال الطالباني بالإبقاء على التوازن في العلاقات مع الداخل (الحكومة المركزية) ومع الخارج (إيران أميركا) مع أرجحية لاحترام مطالب طهران الإقليمية.
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا
الكاتب: غرفة التحرير