مع كل تصريح يُنقل عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يظهر جليًّا كيف استطاعت واشنطن "تجنيد" الأمم المتحدة لإضفاء الشرعية الدولية على سياساتها الديماغوجية الوصولية المتبعة في دول المنطقة. وما كان التصريح الأخير له إلا دوران في فلك الهيمنة الأميركية بتحميل حكومة صنعاء المسؤولية عن استمرار الحصار.
غوتيريش وكيل التحالف
"على الحوثيين إدراك مدى أهمية وقف الأعمال العدائية، ومن ناحية أخرى من المهم أن تفهم الحكومة اليمنية أهمية إبقاء الموانئ والمطارات مفتوحة، لكننا في موقف ينتظر فيه كل جانب ليرى ما سيفعله الآخر".
قد يعتبر هذا التصريح عابر لا يشكل أهمية تُذكر لو انه صدر عن أحد ممثلي الإدارة الأميركية، فلا جديد يحمله عن الخطاب الذي تتبعه واشنطن منذ بدء الحرب على اليمن، لكن أن يصدر عن الممثل الأول لجميعة يغلب عليها طابع الوساطة والحياد فهو ما يعتبر منفصلًا عن الواقع. لا لأن هذا التصريح هو الأول من نوعه، فللأمم المتحدة سجل عامر بقلب الحقائق، لكنه يأتي بالتزامن مع تصريح الجمعية نفسها أن "طفلًا واحدًا يلقى حتفه في اليمن كل 10 دقائق لأسباب ممكن تفاديها بما في ذلك الجوع والأمراض". حيث قالت المديرة التنفيذية للمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور خلال جلسة مجلس الأمن ان "هناك نحو 21 مليون نسمة بينهم 11 مليونًا و300 طفل يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية".
لكن، على ما يبدو ان غوتيريش لا يعلم ان المسار الطبيعي لهذه المساعدات هو المطارات والموانئ اليمنية التي أحكم التحالف عليها الحصار، ولم تتضح عنده بعد 7 سنوات من الحرب هوية الطائرات الحربية التي تقصف المدنيين بشكل يومي وترتكب المجازر.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي رد على غوتيريش بالقول: "من يحاصر هو من يفك الحصار، ومن يقصف ويحتل هو من يتوقف، فلا يوجد عاقل يقول للمدافع توقف عن الهجوم لانه ببساطة مدافع، ولا يمكن لمحاصر ان يمنع عن نفسه الامداد. فيا غوتيريش لا تعش التيه وانتصر لليمن".
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
الكاتب: غرفة التحرير