كشف وزير التعاون الإقليمي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي "عيساوي فرج"، عن وجود اتصالات مع العديد من الدول العربية في الخليج، بما في ذلك السعودية. حيث تتمحور معظم هذه الاتصالات حول موضوع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، زاعماً أن هذه القضية لها بعد عالمي لا يقتصر على دولة بعينها. وقال فرج في حديث خاص مع قناة الحرة الأمريكية، أن هناك "اتصال مباشر" و"تفاهمات" وتنسيق مع الأشقاء في السعودية ودول الخليج، بخصوص "التهديدات الإيرانية". وذلك بحسب زعمه، لأن الأمر لا يتعلق فقط بإسرائيل أو بالسعودية، بل "يجب مخاطبتها من قبل المجتمع الدولي". كاشفاً أنه "يحلم" بيوم يسافر فيه إلى مكة المكرمة، لأداء فريضة الحج مباشرة، دون تعب أو معاناة، مع اقتناعه بأن هذا اليوم سيكون قريباً.
وبالطبع فإن هذا الإعلان الرسمي، عن وجود اتصالات بين السعودية وإسرائيل، هو ليس بالإعلان الأول ولن يكون الأخير أيضاَ. فمنذ أشهر كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عقد اجتماع في مدينة "نيوم"، بين ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" ورئيس وزراء الكيان السابق "بنيامين نتنياهو" ووزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو".
كما أن الكشف الأخير عن فضيحة فيروس "بيغاسوس" الإسرائيلي، والذي اشترته السعودية لمراقبة المعارضين لها من المواطنين، إضافةً لإعلاميين وسياسيين ورؤساء. يظهر أن التعاون والتنسيق بينهما، تخطى الصعيد السياسي ليشمل الجانب الأمني الاستخباراتي.
السعودية لا مشكلة لديها في التطبيع والدليل مبادرة الملك عبد الله عام 2002
ولم تكن السعودية خلال كل عهود كل ملوكها، دولة تحارب وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي، أو أقله دولة داعمة بأي شكل من أشكال الدعم لحركات المقاومة. بل العكس تماماً، حيث حاربت المملكة كل هذه الحركات، فوصفتها مراراً بالمغامرة، ودائماً ما كانت توهن من قيمة الخيار العسكري على التحرير. بالإضافة إلى أنها لا ترفض وجود كيان الاحتلال، وحتى إقامة مختلف أنواع العلاقات معه، بشرط تنفيذ مبادرة الملك عبد الله للسلام، التي أعلم عنها خلال حضوره القمة العربية في بيروت. هذه المبادرة التي يمكننا وصفها بالمبادرة العربية للاستسلام، حيث تضمنت العديد من العبارات والبنود التي تلغي الحقوق الفلسطينية المشروعة أبرزها:
_ وصفها في المقدمة بأنها وضعت انطلاقاً من اقتناع الدول العربية، بأن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلم أو الأمن لأي طرف من الأطراف.
(مع الإشارة إلى أن هذه القمة عقدت في لبنان بعد تحريره عام 2000 بفضل المقاومة).
_ الطلب من كيان الاحتلال إعادة النظر في سياساته، وأن يجنح للسلم.
_ قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من حزيران 67 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
_ بالمقابل ستعتبر الدول العربية أن النزاع مع إسرائيل بات منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام وإنشاء علاقات طبيعية معها.
(أي أنها ستفرط بباقي الحقوق الفلسطينية من الأراضي المحتلة عام 48، والثقة بأن هذا الكيان سيجنح نحو السلام).
الكاتب: غرفة التحرير