برز الدور الأردني بشكل لافت في مساعدة كيان الاحتلال الإسرائيلي على صدّ الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الأمريكي المتواصل ضد الجمهورية الإسلامية وتجدر الإشارة إلى أن هذا الدور ليس بجديد ولعبه الأردن خلال "الوعد الصادق1 و2". ومع تصاعد الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة القادمة من طهران، بدا أنّ "المملكة الأردنية" تتخذ موقعاً مباشراً في خط الدفاع عن "إسرائيل"، ضمن منظومة إقليمية باتت تتماهى مع المشروع الصهيوني في المنطقة. فبحسب تقارير وشهادات ميدانية وتصريحات عديدة تداولتها الصحافة العبرية والعربية، فإن الأردن "أسقط عدداً من المسيّرات الإيرانية" فوق أراضيه، في خطوة تؤكّد تعاوناً استخباراتياً وعسكرياً لصيقاً مع كيان الاحتلال.
لا يقتصر الدور الأردني في الحرب الحالية على اعتراض الصواريخ الإيرانية، بل يتعداه إلى فتح مجاله الجوي أمام الطيران الحربي الإسرائيلي والأميركي، مما يجعله ممراً آمناً للعدوان على إيران. ليتحول الأردن بذلك إلى قاعدة عمليات لوجستية وجوية متوفرة دائماً لشن الضربات ولصد الردود. فما هي أبرز القواعد التي يستخدمها الأردن للانطلاق؟
أبرز القواعد المستخدمة
قاعدة الأزرق الجوية (الملك حسين الجوية)
الموقع: شرق العاصمة عمّان، قرب الحدود مع العراق وسوريا.
الدور: واحدة من أهم القواعد الجوية في الأردن، استخدمتها سابقاً القوات الأمريكية، وتملك تجهيزات حديثة ومهابط لطائرات اف 16؛ ويُعتقد أنها تُستخدم في اعتراض الصواريخ القادمة من الشرق (إيران والعراق).
قاعدة الملك عبد الله الثاني الجوية
الدور: مركز قيادة وتحكّم واتصال، يمكن أن يربط بأنظمة الدفاع الجوي المرتبطة بمنظومات أمريكية/إسرائيلية.
الدور: توفير دعم لوجستي واتصالات لصالح غرفة عمليات مشتركة.
قاعدة موفق السلطي الجوية
الموقع: جنوب شرق الأردن، قرب منطقة الرويشد.
الدور: قاعدة طائرات مسيرة وأعمال استطلاع، تحتوي على بطاريات دفاع جوي.
تورّطٌ متكرر منذ "الوعد الصادق 1"
لم تكن هذه المرة الأولى التي ينخرط فيها الأردن في دعم منظومة الدفاع الجوي لكيان الاحتلال. فخلال عمليتي "الوعد الصادق 1 و2"، والتي أطلقت خلال الإسناد لغزة ورداً على استهداف السفارة الإيرانية في سوريا وبعدها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأمين عام حزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله. لوحظ الدور الأردني بوضوح، سواء من خلال اعتراض مسيّرات عبر أجوائه، أو عبر التصريحات السياسية التي واكبت الحدث. وقد أثارت ضجة كبيرة آنذاك صورة "الأميرة" سلمى بنت عبد الله الثاني وهي ترتدي زياً عسكرياً وتشارك في اعتراض الصواريخ الإيرانية وهي تبتسم وكأنها تقوم بإنجاز فريد وهي متغافلة عن حجم التواطؤ والتخاذل الذي تشارك فيه. أليس من الأولى أن يكون كل هذا الدعم والإسناد لغزة وفلسطين المحتلة التي ذاقت المرارة من هذا الكيان الغاشم؟
الأردن في خندق العدو
في لحظةٍ كان يُنتظر فيها من الدول العربية أن تلتحم مع شعوبها دفاعاً عن فلسطين وغزة، اختار الأردن الوقوف في خندق العدو، لا على استحياء، بل على العلن وبكل وقاحة وتغطية سياسية موثّقة. ما كان يُتداول سابقاً كتعاونٍ أمني سرّي بات اليوم تموضعاً مكشوفاً في خدمة منظومة الاحتلال. فحين تتولى دولة عربية اعتراض صواريخ المقاومة، وتستعرض أميراتها قرب بطاريات أمريكية موجهة ضد دول تحمل قضايا سامية وأبرزها الدفاع عن المظلومين، وتستضيف القاتل في دارها وتأكل وتشرب معه تصبح المسألة خيانةً معلنة لقضية الأمة، وانحياز وقح في صف العدو. وإن كان الأردن يخشى من "امتداد النار" حسب زعم مسؤوليه، فليعلم أن من يختار الاصطفاف مع العدو، لا يُستثنى حين يتوسع ميدان الرد ويأتي يوم المحاسبة.
الكاتب: غرفة التحرير