لا تنفك قوات الاحتلال يوميًا عن قتل واعتقال فلسطينيين من دون أن توضح أسباب قيامها بذلك، فهي التي تدرب جنودها على أن قتل الفلسطينيين أو إصابتهم هو أمر غير خاطئ، بل أكثر من ذلك هو من بطولة يجب أن يفتخر بها الجندي الإسرائيلي.
ففي الـ 25 من شهر أيار المنصرم قامت وحدة "يمام" الإسرائيلية بإطلاق النار على الشاب العشريني أحمد عبده في مدينة البيرة بدم بارد ومن دون سبب فقط لاشتباههم "بمساعدته لعمه بإطلاق النار في مظاهرة قبل بأسبوع" من قتله. في هذا الاطار طالبت صحيفة هآرتس بتحويل أفراد وحدة "يمام" التي قتلت الشاب إلى المحاكمة، وأن يتم فتح تحقيق فوري بما حدث.
النص المترجم:
ما فعله أفراد وحدة "يمام" في شرطة حرس الحدود، ليل 25 أيار، في حي سكني هادئ في مدينة البيرة، لا يمكنه أن ينتهي دون تقديم أفراد الشرطة إلى المحاكمة. فقد كانت هذه عملية تصفية بدم بارد لشخص لم يعتقل قط، للاشتباه بمساعدته لعمه بإطلاق النار في مظاهرة قبل أسبوع من ذلك. وكشفت "هآرتس" أول أمس تفاصيل عملية "يمام" كما وثقتها كاميرات الحراسة في الشارع وجمعها بعد ذلك الباحث المحقق في جمعية "بتسيلم".
شريط الفيديو وشهادات الجيران لم تترك هي الأخرى مكاناً للشك: أحمد عبده، شاب ابن 25 من مخيم الأمعري، عاد من سهرة مع رفاقه. أنزلوه قرب سيارته. دخل السيارة وشغل محركها، وعندها هرعت قوة “يمام” بسيارة مدنية وسدت طريقه. ثلاثة من أفراد “يمام” خرجوا من سيارتهم وأمطروا الشاب أحمد بالرصاص من مسافة صفر، وهو جالس في سيارته. بعد ذلك، جروه خارجاً، على ما يبدو للتأكد من موته، تركوه على الطريق وانصرفوا بسرعة.
تعقيب الناطق بلسان حرس الحدود على الحدث مذهل وفضائحي: فقد تجاهل الناطق التوثيق الذي عرض عليه، واكتفى بالادعاء بأن "إطلاق النار تم وفقاً لإجراءات فتح النار". بكلمات أخرى، فإن تصفية شخص غير مسلح داخل سيارته، دون أن يعرض أحداً للخطر أو يهدد حياته، في شارع مقفر ونائم، هي تصفية لا تشذ عن إجراءات أحكام فتح النار في "يمام". فهل نستنتج من ذلك أن لهذه الوحدة الخاصة رخصة للقتل؟ على كل اسرائيلي أن يقلق ليس فقط من مثل هذا السلوك بل وأيضاً من تعقيب الناطق بلسان حرس الحدود، مغلق الحس والمثير للحفيظة. ما فعله أفراد “يمام” في البيرة يذكر بطرق عمل وحدات التصفية في الأنظمة الظلامية. في البرازيل، والأورغواي، والأرجنتين، في التشيلي أوغستو بينوشيه وفي ظل ظلامة أخرى كانت هناك وحدات تصفية قتلت معارضي النظام بعيداً عن أنظار الجميع. كما أن منظمات الجريمة تصفي خصومها بطريقة مشابهة. في سنوات الانتفاضة الثانية، عنيت وحدات خاصة مثل "دفدفان" و"يمام" بتصفيات كهذه. في غداة التصفية، طلب "الشاباك" تسليم المشبوه بإطلاق النار في المظاهرة، عم القتيل، الذي اعتقد أفراد الشرطة بأنهم كانوا صفوه. الرجل، محمد أبو عرب، سلم نفسه للشاباك ولم تجر أي عملية اعتقال عنيفة.
إن ما حصل ليلة 25 أيار في البيرة لا يجب السكوت عنه أو طمسه ونسيانه. أفراد وحدة خاصة صفوا شخصاً دون سبب لتصفيته. من واجب الوزير الجديد للأمن الداخلي، عوفر بارليف، أن يأمر فوراً بفتح تحقيق في هذا الحدث الذي تقشعر له الأبدان.
المصدر: صحيفة هآرتس