تعكس المشاكل الموجودة في جيش الاحتلال حجم التآكل الذي بات يضرب العديد من القطاعات داخل الكيان، والتي لم يعد من الممكن تجاهلها أو إخفاؤها بعدما أصبحت حديث الصحافة التي باتت تصف حدوثها بـ "العار". والنبأ السيء لدى هؤلاء ان هذه الفضائح ليست بأمور جانبية بل هي تطال المؤسسة الموكل إليها مهمة توفير الحماية والأمن في ظل التهديدات التي باتت تطالها من كل جانب بعدما ان أصبحت محاطة بصليات صواريخ موجهة إليها من محور المقاومة بأسره.
صحيفة معاريف العبرية أشارت في مقال لها إلى حجم الإهمال الذي يعيش فيه جيش الاحتلال مع وجود ضعف في الميزانية أدت في كثير من المرات إلى عدم وجود طعام. حيث نقلت عن والد إحدى الجنود قوله "الطعام بمستوى متدنٍ جدًا. ابنتي لا تأكل هناك. تعيش من سبتٍ إلى سبت دون أكل وعلى المشتريات. مؤسف جدًا".
النص المترجم:
أوجاع بطن متكررة، وجبات قتالية بدل عشاء، ورواتب تُهدر على المشتريات والطعام. هذه هي الظروف الصحية الرديئة التي يضطر جنود الجيش الإسرائيلي لمواجهتها في القواعد.
"منذ أن وصلنا إلى القاعدة ونحن عُرضة لظاهرة صادمة، جرذان وفئران في قاعة الطعام. المبنى متداعٍ منذ فترة طويلة وفيه أوساخ طيور. كل مرة يُطرح فيها الموضوع يقال لنا أن المطبخ قيد الترميم، وهو غير مناسب لتقديم الطعام. مصادر في القاعدة قالت لنا إنه لا توجد ميزانية لمعالجة هذه المشاكل". هذه الصورة القاتمة تكشفها جندية تخدم في قاعدة "تساليم" وهي بالفعل ليست الوحيدة.
في المدة الأخيرة وصلت إلى "معاريف"، عبر تطبيق "حمال" [غرفة العمليات]، شكاوى كثيرة عن نوعية متدنية بحسب الظاهر للطعام في قواعد الجيش الإسرائيلي المختلفة. وتظهر من الإفادات الكثيرة صورة قاتمة للظروف الصحية القاسية التي يضطر الجنود لمواجهتها، وغير مرة تجبي منهم أيضًا أثمانًا صحية.
جندية في قاعدة التدريب 15 في "رامات هاشارون" تزعم أن "الطعام غير مناسب لتناوله. أعاني من أوجاع بطنٍ متكررة وأُصبت بفيروس عدة مرات، على ما يبدو بسبب الطعام. الجنود في القاعدة يعانون ويضطرون لترتيب طعام من مصدرٍ آخر، يتطلب بصورة عامة صرف مال رغم ان الراتب غير مرتفع".
في إفادة أخرى وصلت إلينا زُعم عن قطط شوهدت في قاعة الطعام في مدينة التدريب.
أحد سكان الوسط يضيف أن ابنته تخدم في قاعدة في منطقة "موديعين": "ابنتي غير مدللة، لكن عندما تبقى في القاعدة في نهاية الأسبوع تطلب أن نُحضر لها طعامًا من المنزل. اشتكت من أن الطعام في القاعدة غير مستساغ، أن المعجنات من دون طعم. برأيي، جنودنا يستحقون أكثر من هذا".
و "مؤخراً حدث أن الجنود لم يوافقوا على الطعام وبدل هذا حصلوا على وجباتٍ قتالية. وقد حدث هذا ليلًا، بعد ساعاتٍ طويلة كانوا فيها على أرجلهم"، يروي والد جندي آخر في قاعدة الأغرار في "نيتسانيم".
عنصر احتياط خدم في معسكر "بيلون" قرب "روش بينا" يروي أنه في زيارته الأخيرة هناك "الطعام كان ما دون كل انتقاد، عارٌ ما يجري هناك. يؤلمني الجنود الموجودون هناك".
شكوى إضافية كانت على نوعية الطعام في قاعدة "رامون" لسلاح الجو. أحد أولياء الأمور قال: "الطعام بمستوى متدنٍ جدًا. ابنتي لا تأكل هناك. تعيش من سبتٍ إلى سبت [دون أكل] وعلى المشتريات. مؤسف جدًا".
جندي احتياط خدم في قاعدة "مِشمار هانيغِف" -حرس النقب- روى: "الصحون قذرة. تأخذ كأسًا عاديًا تجده كله زيت. أؤدّي الاحتياط منذ سنواتٍ كثيرة. مرتان كنت في قاعة الطعام هذه ولم أستطع بعد التحمل. والأسوأ هو انهم لا يقدمون أدوات تُستخدم لمرة واحدة في وضعٍ كهذا. خدمتُ هناك عدة أيام. لا أفهم كيف يتدبر الجنود النظاميون أمورهم هناك".
جندي في المدرسة التقنية لسلاح الجو في حيفا قال "الجنود يقفزون عن وجبتي الصباح والعشاء كمسألة روتينية، بل وبدأوا إعداد طعام في الغرف رغم أن ذلك ممنوع، في إحدى الليالي اضطررت لشراء طعام من مالي الذي أعتاش به. الجنود يخرجون من قاعة الطعام دون أن يأكلوا".
جندي في قاعدة التدريب اللوائي للواء غولاني روى: "قضيتُ أيامًا كاملة على المشتريات فقط. لا يوجد طعام صحي، فقط بيض قديم وتونا".
شقيق جندي غر يخدم في "شيزافون" أثار نقطة إضافية وقال "أخي نباتي ولا يقدّمون له طعاماً مناسباً، يأكل خبزاً وشوكولا كوجبة صباح ومساء لأنه لا يوجد ما يأكله".
وجاء من الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: "الجيش الإسرائيلي يعمل طوال الوقت من أجل توفير غذاء بمستوى عالٍ ونوعي لمن يخدمون فيه، ويُجري نقاشاً دائماً مع الوحدات هدفه مواءمة الاستجابة المقدّمة لحاجات الجنود. مجال الغذاء في الجيش الإسرائيلي يُدار تحت رقابة وإشراف صحي صارم".
المصدر: معاريف
الكاتب: موشه كوهن