الراوي: الشهيد علي جلال عبد الله الذي كان يعمل في ميدان الاعلام قبل انتقاله الى الجبهة ومن ثم ارتقائه.
اكبر وأوسع هجوم اسرائيلي على بلدة الخيام. المقاومة تصنع التاريخ. ما يجري حرب لم تندلع من قبل في أي مكان. أكبر من اسطورة. معجزة الهية. المقاومة هي الاسطورة والمعجزة.
الأنباء الواردة من رجال البأس الشديد تتحدث عن مقاومة لا مثيل لها في العالم. جيش من القتلة يحاصر البلدة من الشرق والجنوب والشمال. الطائرات تقصف بلا هوادة. هدير الدبابات. القصف المدفعي. القذائف الفوسفورية. الطائرات المسيرة المسلحة تحلق على ارتفاعات منخفضة. كل ذلك ورجال الله بدريون في وسط الميدان، كربلائيون في المواجهات .
ما يحدث في الخيام أسطورة لم تحدث من قبل. مجموعات صغيرة من رجال المقاومة في مواجهة جيش اسرائيل المسلح بأحدث ما توصلت اليه مصانع الحرب الاميركية والاسرائيلية.
يقاتل رجال الله بتقنيات الإرادة والصمود والإيمان والتضحية. يخرجون تحت النيران الكثيفة غير مكترثين سوى بالنصر يصدون الهجمات الاسرائيلية التي لم تتوقف منذ سبعة أيام.
تشهد الخيام على شجاعة أولي البأس. سردة. وادي العصافير. العمرا. الوطى. المعتقل. تلة الحمامص. كل الأسماء في الخيام مقاومة. وفي كل مكان قصة أكبر من أن يصدقها عقل.
ما يميز أسطورة الخيام هو الاشتباك المباشر من مسافة صفر. ليس هناك شجاعة أكثر من ان ترمي قنبلة يدوية على جنود العدو في الغرفة المجاورة نصف سقفها حجارة وغبار، ثم تشتبك مع العدو وجها لوجه. تهجم بالرشاش والتكبيرات، ونداء لبيك يا نصرالله. يرعبهم السيد نصرالله حين يتقدم اسمه الهجوم.
الخيام كلها تقاتل معهم. الشجر والصخور والشبابيك، والتلال والجبال والغيم والمطر. ستائر النوافذ معهم. الأزقة تنتظرهم. والليل عندما يأتي قبل أوانه يظللهم بالعتمة يحرسهم بالايات المباركة ويفرش سواده دروب آمنة نحو الكمائن ورجال يتسابقون لتذخير راجمات الصواريخ.
سأحدثكم عن الخيام هناك حيث تُصنع المعجزات. هناك تتكدس الحجارة متاريس في الطرقات. المنازل تقاتل. رجال الله يقاتلون بالبأس والشجاعة . يستشهدون بصمت مقدس.
المصدر: يونيوز
الكاتب: الشهيد علي جلال عبد الله