يعتقد العديد من الصحفيين الإسرائيليين الذين يُنظر إليهم كـ"داعمين للجيش"، بأنه يمثّل عماد الأمن القومي للكيان، حيث يسعون إلى الترويج لإنجازاته وادّعاء تقدّمه، وتضخيم حجم الخسائر التي يكبّدها بدوره للعدو، وبالتالي، بلورة الرأي العام، على أساس انتصار الجيش وتحقيقه الأهداف التي يقاتل من أجلها لزرع الأمن والأمان والثقة في نفوس المستوطنين وشدّ العصب الداخلي.
ففي سياق الأزمات العسكرية، يتبع الإعلام الاسرائيلي أحيانًا نمطًا موحدًا يروّج لأداء الجيش وادّعاء انجازاته العسكرية لتأمين دعم شعبي داخلي وتعزيز صورة الجيش في الخارج وكسب المشروعية، ولو كان ذلك بالكذب والخداع.
في هذه الورقة، عرض لأبرز الصحفيين الاسرائيليين الذي يعمدون الترويج لأداء الجيش وادعاء وتضخيم حجم إنجازاته وذلك من خلال: الحرب النفسية، الكذب والخداع، التضليل التأثير على وعي الجمهور الإسرائيلي وآرائه ورفع الروح المعنوية لديه، تحسين صورة الجيش وتعزيز ثقة الجمهور به، إخفاء الفشل والدعاية الاعلامية، تحصيل التأييد والمشروعية...
ومن بين هؤلاء الصحفيين: رون بن يشاي، عميت سيغال، ألون بن دافيد، إفرايم غانور، آفي آشكنازي، نير دفوري، أورنا مزراحي، أمير بوخبوط وليران فينشتاين.
رون بن يشاي
يعمد رون بن يشاي من خلال تصريحاته وتحليلاته التركيز على عناوين عدّة محاولًا من خلال ادّعاء قوّة الجيش وقدراته، عرض الجيش الإسرائيلي كقوة عسكرية فعّالة، متطورة، ولديها القدرة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية والرد على التهديدات الأمنية. فهو يسعى إلى:
أ- ادّعاء القوة العسكرية والقدرة على تحقيق الأهداف.
ب-التركيز على الابتكار والتحسين في الكفاءة والقدرات العسكرية.
ت-تبرير استهداف المواقع العسكرية للمقاومة تحت حجة إبعاد الخطر عن سكان الكيان.
ث-تقديم الجيش كعنصر استقرار لأمن للكيان.
ج- التركيز على الاستعدادات للحروب المستقبلية والحفاظ الدائم على على وجود استخباراتي وعملياتي.
ح- التأكيد على أهمية الروح المعنوية، وادّعاء الاندفاع الهائل بين الجنود، حيث يعمد لإظهار جيش الاحتلال كقوة ذات عزيمة كبيرة ومستعدة للتضحية.
خ- الإشارة إلى أن الجيش يعمل ضمن خطة محكمة وذات أهداف محددة، حيث يتم تصوير العمليات العسكرية على أنها خطوة ضرورية للوصول إلى تسوية دبلوماسية تلبي مصالح الكيان.
د- تخصيص مساحة كبيرة للإنجازات المزعومة كالتفوق على حزب الله في لبنان وتحقيق أهداف مهمة في غزة، كما وتقليص قدرات العدو الهجومية وتدمير المواقع الاستراتيجية، وذلك بغية إظهار الجيش في صورة القوي والمنتصر في المعارك التي يخوضها، وهو ما يعزز شعور الثقة لدى الجمهور الصهيوني.
عميت سيغال
يسعى عميت سيغال إلى تقديم جيش الاحتلال على أنّه قوّة عسكرية "فعّالة ومتكاملة"، "قادرة على تحقيق أهداف استراتيجية، فرض الردع، و حماية الحدود الصهيونية". كما يعمد إلى تعزيز صورة الجيش كقوة ذات استعداد قتالي عالٍ، مدعومة بعزيمة معنوية عالية، مع التركيز على عرض العمليات العسكرية الكبرى ونجاحاتها المزعومة. ويظهر ذلك من خلال:
أ- التركيز على أهمية العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش وتضخيم حجمها ونتائجها (تفجير مجمعات حزب الله في لبنان، وتدمير مراكز قيادة ومستودعات أسلحة...).
ب-الدعاية الإعلامية والتأكيد على "النجاح" العسكري من خلال إظهار القوة والقدرة القتالية عبر عرض مقاطع الفيديو والتقارير حول العمليات العسكرية، مثل الهجمات في جنوب لبنان وقطاع غزة، وتقديم الجيش على أنه جيش قادر على تدمير العدو في مناطق معقدة مثل الأنفاق والمخابئ تحت الأرض. وبالتالي، تعزيز صورة الجيش كقوة متطورة ومجهزة تقنيًا لمواجهة مختلف التهديدات بهدف رفع الروح المعنوية في صفوف الإسرائيليين، وتأكيد "قدرة الجيش على تحقيق النصر في المعركة".
ت-تصوير جيش الاحتلال كعامل مؤثر في التسويات السياسية، إذ يسعى للترويج إلى قدرته على تحجيم قدرات حزب الله من خلال استمرار العمليات العسكرية حتى تحقق الشروط الأمنية، وبالتالي محاولة إثبات قدرة الجيش على فرض أهداف سياسية وأمنية على المستوى الإقليمي، مثل ضمان عدم إعادة تسليح حزب الله أو السيطرة على مناطق استراتيجية.
ث-تصوير الجيش كقوة ردع، من خلال توجيه ضربة تلو الأخرى لحزب الله، ويتضمن ذلك عمليات اغتيال لمسؤولين رفيعي المستوى والحفاظ على السيطرة النارية على الحدود.
ج- إظهار الجيش كحامي للحدود والمستوطنات الإسرائيلية، حيث يقدّمه كقوة تحمي المستوطنات الحدودية وتُدمر المناطق التي تُشكل تهديدًا للأمن الإسرائيلي.
ح- تركيز ادعاءاته على زخم الجيش المعنوي والقتالي، من خلال الحديث عن "الروح المعنوية المرتفعة" بين الجنود وتصويرهم كقوة متفانية وعازمة على حماية "كيانها".
خ- التركيز على الأهداف الاستراتيجية والمستقبلية، خاصة تلك المتعلقة بحظر الأسلحة والتحقق من تفكيك البنية التحتية لحزب الله، والتأكيد على أن أي اتفاق أو تسوية سياسية ستتماشى مع الأهداف الأمنية الإسرائيلية.
لقراءة الدراسة كاملة من هنا