الثلاثاء 22 تشرين أول , 2024 06:55

الاعتداء الإسرائيلي المرتقب سيكون: حماقة كبرى أم محاولة يائسة

الإمام الخامنئي قد يكون هدف اعتداء إسرائيل

كل المؤشرات الصادرة من الكيان المؤقت، تشير إلا أن الاعتداء الإسرائيلي الوشيك ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، قد يكون حماقة الكيان الكبرى، خاصةً إذا ما قرروا استهداف قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، الامر الذي يستدعي حتماً رداً إيرانياً غير مسبوق وفقاً لهدف استراتيجي.

وبالعودة الى المؤشرات الإسرائيلية، فقد نقلت القناة 7 بأن رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو قد أعلن في رسالة تهديد لإيران: "سوف نصد الخطر الوجودي الذي يهدد وجودنا". وهذا ما يشير إلى أنهم بصدد تنفيذ اعتداء غير مسبوق في تاريخ الصراع، ربما بشكل مماثل لعملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، التي حملت اسم: "النظام الجديد"، من خلال استهداف الإمام الخامنئي، أو قيادات عسكرية في الجمهورية الإسلامية، أو ربما استهداف المنشآت النووية.

وقد نشرت موريا اسراف مقتطفات من جلسة الكابينت الأخيرة حول عملية محاولة اغتيال نتنياهو، اعتبر فيها الأخير أن محور المقاومة تجاوز خطاً أحمراً واضحا، مطالباً أعضاء الكابينت بتقديم اقتراحات للرد. فكان اقتراح آفي ديختر ويريف ليفين بمهاجمة "الرموز السياسية المرتبطة بإيران في لبنان". أما ايتمار بن غفير فقال بأن الكيان "بحاجة للإطاحة بشخصية كبيرة في المنطقة". ليصف بتسلئيل سموتريش محاولة اغتيال نتنياهو بأنها "حدث استراتيجي ضخم". أما وزير الحرب يوآف غالانت فقد علّق بالقول "حادث خطير يتطلب رداً شديداً، أقترح قتل نصر الله وكبار قادة حزب الله - لكننا فعلنا ذلك بالفعل".

أما ما لم تذكره اسراف من خلاصة لجلسة الكابينت، فقد سربت بعض تفاصيله وسائل اعلام في الكيان، بحيث كشفت القناة 14 بأن منازل كبار المسؤولين في إيران أضيفت كأهداف محتملة للهجوم الإسرائيلي، وأن القيادة العسكرية والموساد قدما لنتنياهو وغالانت خطط الرد على إيران وقليلون يعرفون الخطة، حتى أن سلاح الجو سيعرف الهدف الدقيق للهجوم على إيران قبل وقت قصير من التنفيذ. أمّا القناة 13 فذكرت بأنه في سياق الاستعدادات للهجوم على إيران، قد تم إبلاغ وزراء الكابينت عن هجوم قوي قريبًا ضدها، ولن يتم إبلاغ الوزراء مسبقا بطبيعة الهجوم. لكن أمير أفيفي تحدث لقناة ABC قائلاً: "الهجوم الإسرائيلي المخطط له على إيران سيكون بمثابة بداية حرب ستستمر عدة أشهر".

الردّ الإيراني غير المسبوق

لذلك، وبناء على كلّ هذه المؤشرات، أكد مصدر أمني رفيع المستوى لموقع الخنادق على أن اي استهداف إسرائيلي للإمام السيد علي الخامنئي او اغتياله، سيؤدي الى تدمير كافة القطاعات والمنشآت الحياتية والاقتصادية والنووية والعسكرية والمطارات في كيان الاحتلال الإسرائيلي. مضيفاً بأن قرار الهجوم الواسع غير المسبوق على إسرائيل قد اتخذ على أعلى مستويات قيادية في إيران، وتمت المصادقة عليه، وأجريت المناورات والإجراءات والجهوزية اللازمة للتنفيذ من قبل القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، دون الحاجة للعودة الى المستوى السياسي. وكشف المصدر الأمني الرفيع المستوى تفاصيل سيناريو الرد الهجومي على الكيان الاسرائيلي بأنه سيكون قوياً ومزلزلاً وحساسا، سيتم خلاله إطلاق موجات واسعة من الصواريخ البالستية وفرط الصوتية، بالتزامن مع إطلاق المسيّرات الهائلة وغير المسبوقة وتتضمن آلاف الصواريخ والطائرات المحملة بأنواع المتفجرات الشديدة الانفجار. مؤكداً بأن الهجوم سيتضمن موجات متواصلة من آلاف الصواريخ والمسيّرات ولن يتوقف الا بعد تحقيق هدف تدمير كل القطاعات في الكيان الصهيوني، والاستمرار بالموجات الهجومية على امكانات العدو الاسرائيلي وخاصة في مجالات النووي والطيران والقدرات العسكرية والصاروخية.

وهذا ما عبّر به أيضاً قائد الجيش الايراني اللواء عبد الرحيم موسوي خلال لقائه أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشوری الإسلامي بالقول: "لو ارتكب الكيان الصهيوني أي خطأ فإنه سيواجه الرد الإيراني الحاسم".

أمريكا تهبّ للدفاع عن إسرائيل

أمام خطر هذا السيناريو التصعيدي الإسرائيلي، أقدمت الإدارة الأمريكية تحسباً لمآلات الأمور، على إرسال منظومة ثاد للاعتراض الصاروخي الى فلسطين المحتلة، للدفاع عن الكيان، بالرغم من أن عملية الوعد الصادق 2 وقبلها عملية الوعد الصادق 1، قد أثبتا بأن كل طبقات "الحماية" من منظومات الدفاع الجوي والاعتراض الصاروخي، لن تستطيع حماية إسرائيل. وربما لهذا طلب الكيان من الولايات المتحدة إرسال بطارية ثاد أخرى، وفقاً لما كشفه مؤخراً مراسل القناة 12 العسكري نير دڤوري.

ومن جانب آخر، أخفقت أمريكا مرةً أخرى، حينما تم تسريب وثائق استخباراتية تظهر معلومات عن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران، تم تصنيفها على أنها سرية للغاية وتحتوي إشارات إلى أنها مخصصة فقط للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من تحالف "العيون الخمس": أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة.

اللواء جعفري: إسرائيل أصغر من أن تهاجم إيران

لكن بعيداً عن الحماقة الإسرائيلية وما قد تلقاه من رد إيراني حاسم، برز رأي لافت في الجمهورية الإسلامية، يشير إلى أن الكيان قد يلجأ الى رد يائس ليس أكثر، وهو ما عبّر عنه قائد مقر بقية الله في حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري، حينما أكّد بأنه إذا قام "الصهاينة بإجراء ضد إيران فبالتأكيد سيتلقون رداً مضاعفاً". مشيراً إلى أن إسرائيل أصغر من أن تهاجم إيران، وأنها من الممكن أن تقوم بهجوم يائس ومحدود وصغير لتقول إنني تحركت وقمت بالرد، لكنها بالتأكيد لا يمكن أن تنفذ هجوم مماثل لعملية الوعد الصادق 2. مجدّداً التأكيد للشعب الإيراني أن الصهاينة لن يقوموا بخطوة كبيرة، وأن كل ما يفعلونه ليس أكثر من محاولة يائسة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور