الأربعاء 11 أيلول , 2024 03:57

الرئيس بزشكيان يختار العراق وجهته الأولى للزيارات الخارجية

الرئيس بزشكيان خلال زيارته الى العراق

في أولى زياراته الخارجية، يزور رئيس الجمهورية الإسلامية المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان العراق، بما يشكّل امتداداً لسياسة سلفه الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، لجهة إيلاء العلاقات مع العراق الأولية في الاهتمام والتفعيل، ومن بعده باقي الدول المجاورة.

ففي خطاباته بعد فوزه في الانتخابات، تعهد الرئيس مسعود بزشكيان بإعطاء الأولوية لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة، وقال في شهر آب / أغسطس الماضي أن علاقات الجمهورية الإسلامية مع الدول المجاورة، يمكن لها أن تحيّد قدرا كبيرا من الضغوط الناجمة عن العقوبات.

ويبدو أن بعض الأطراف الدولية منزعجة من هذه الزيارة، كي توعز الى بعض المجموعات الإرهابية التابعة لها، محاولة التشويش عليها، من خلال القيام بالهجوم على أحد الأهداف الأمريكية في مطار بغداد الدولي بالتزامن مع حصول الزيارة. وهذا ما قصده المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله، جعفر العسكري، في تغريدة له حيث قال: "استهداف مطار بغداد، وفي هذا التوقيت، تقف خلفه أيادٍ مشبوهة، والغاية منه التشويش على زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد، وندعو الأجهزة الأمنية إلى كشف المتورطيّن".

تفاصيل الزيارة

وتأتي زيارة الرئيس بزشكيان إلى العراق على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الحكومة العراقي السوداني. وسيعقد بزشكيان اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين، وسيوقع البلدان وثائق التعاون والمذكرات الأمنية (يصل عددها الى 15 بحسب تصريح لوزير خارجية الجمهورية الإسلامية عباس عراقجي).

وستستمر الزيارة 3 أيام، سيعقد خلال الرئيس بزشكيان بالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع شخصيات إيرانية في العراق ومع رجال أعمال، وسيزور مدن النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والبصرة (التي تشكل زيارتها محطة تاريخية كونها أول زيارة على مستوى الرئاسة منذ 100 عام)، وأربيل والسليمانية في شمالي العراق.

العدوان الأمريكي الإسرائيلي على غزة

ولم يغب العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة، عن المواضيع التي ناقشها الطرفان، بل كان في أولوية المواضيع. حيث أوضح رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر صحفي إثر اللقاء، بأنه تحدث مع الرئيس الإيراني عن أهمية الاستقرار في المنطقة، والذي يهدده "العدو الصهيوني". مضيفاً بأن مواقف البلدين "مشتركة إزاء العدوان على غزة وعلى المجتمع الدولي الاضطلاع بمهامه الأخلاقية". ومؤكداّ على رفض "توسيع رقعة الصراع وخرق سيادة الدول"، وهو ما تقوم به إسرائيل من خلال اعتداءاتها، وآخرها في سوريا من خلال قصف مركز البحث العلمي، وفي لبنان وإيران من خلال عمليات اغتيال الشهداء القادة فؤاد شكر وإسماعيل هنية.

وشدّد رئيس الحكومة العراقية من أنهم لن يسمحوا بأي تهديد أو عدوان ينطلق من الأراضي العراقية ضد إيران.

من جهته، أكّد الرئيس بزشكيان أن ما يحدث في غزة "يكشف زيف ادعاءات الولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان"، مضيفا بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي يرتكب "الإبادة الجماعية في غزة بدعم أميركي وأوروبي".

وبالنسبة للعلاقات الإيرانية العراقية، أعرب الرئيس الإيراني عن أمله في أن يكون العراق "قويا وآمنا ومستقلا تسوده الأخوة والهدوء"، لافتاً إلى أهمية الاتفاقات الأمنية بين البلدين "لصد الإرهابيين في المنطقة"، مضيفاً بأن الطرفين سيعقدان اجتماعات تخصصية لصياغة المعاهدات والاتفاقيات اللاحقة بين البلدين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور