تعتبر السعودية من أوائل الدول في العالم، التي تقيد الحريات، سواء كانت اجتماعية أو سياسية، فالمواطن السعودي لا يستطيع التعبير عن رأيه أو الجهر به، أو انتقاد الملك أو أي من مسؤولي السلطة، علناً كان أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تشهد السعودية منذ تأسيسها أي انتخابات، بل هي نتيجة استيلاء العائلة الحاكمة على مقاليد السلطة، من خلال القوة أو ارتكاب القتل والمجازر بحق المعارضين والمنافسين من آل الرشيد والشريف حسين، وإلى يومنا هذا.
الإعلام السعودي ينتقد الانتخابات الإيرانية وينسى دولته
تنتقد وسائل الإعلام السعودية الانتخابات الإيرانية، وتصفها بال "مسرحية" في نشرات الأخبار. لكنها تنسى أن بلادها منذ تأسيس هذه المملكة، لم تجر انتخابات الشورى، كما أن أي عملية انتخابية لن تستطيع بناءً على نظامها، إيصال ممثلين حقيقيين عن الشعب ومقررين عنه، فالملك صلاحياته مطلقة تبدأ من إصدار القرارات التي لا نقاش حولها، ولا تنتهي بحل مجالس الوزراء والشورى، أو عزل أعضائهما ساعت يشاء.
وإذا ما تقرّر إجراء الانتخابات يوماً ما، فإن كل المرشحين المتوقع فوزهم، سيكونون حكماً من حاشية الملك أو ولي عهده (الملك الفعلي حالياً)، ما يعني غياب أي منافسة حقيقية، وستكون أقرب إلى التعيين منها للانتخابات. فمن أعطى للإعلام السعودي حق ادعاء "غياب المنافسة عن الانتخابات الإيرانية"!
إن أكثر الأمور التي لفتت نظر المراقبين، هو مدى اهتمام وسائل الإعلام السعودية بالانتخابات الإيرانية، وتخصصيها فترات طويلة للمحلّلين السياسيين، للتحدث عنها والحديث عن المرشحين وبرامجهم، وتوقّع نسب المشاركة وغيرها من الأمور و التفاصيل. ويسعون الى تشويه هذه التجربة الايرانية بالترويج لتوقعات بنسبة مشاركة ضئيلة للناخبين الإيرانيين.
الإمام السيد علي الخامنئي رد على انتقاداتهم، حينما قال بأنها صادرة عن دول ذات نظام "قبلي" في الحكم، واصفًا إياها بأنها "لا تعلم الفرق بين صندوق الاقتراع وصندوق الفاكهة".
السعودية لم تجر الانتخابات البلدية إلا مرة واحدة فقط
رغم وصف المسؤولين السعودية الانتخابات البلدية، بأنها فرصة تتيح مشاركة المواطنين في صنع القرار والإدارة، إلا أنها لم تجر هذه الإنتخابات إلا في العام 2005 وللمرة الأولى، وذلك لم يكن ليتم إلا بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بحملات ضغط عليها، ثم أجرتها لاحقاً في السنوات 2011 و2015، إلا أنها لم تجر الانتخابات منذ تلك السنة حتى الوقت الحالي، في خرق واضح لنظامها الانتخابي.
وكان لافتًا أنّها في الدورتين الأولى والثانية، منعت النساء عن حقّهن في الاقتراع والترشح، وحصرته بالرجال فقط، ولم يجرؤ الإعلام السعودي يومها على توجيه اي نقد أو الحديث عن الموضوع مطلقاً.
في المقابل، عندما أعطيت المرأة هذه الحقوق عام 2015، احتفلت وسائل الإعلام السعودية بهذه الخطوة معتبرة إياها "الإنجاز السعودي الكبير".
الكاتب: غرفة التحرير