سجينات سعوديات يبدأن إضراباً عن الطعام: نواب أميركيون يطالبون بالافراج

أكدت منظمة قسط لحقوق الانسان ان الناشطة في مجال حقوق المرأة، المعتقلة في السجون السعودية، سلمى الشهاب، بدأت اضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 23 آذار/مارس الجاري، برفقة 7 نساء سعوديات أخريات، لم يتم الكشف عن أسمائهن، احتجاجاً على احتجازهن التعسفي ومحاكمتهن الصورية. وتعد هذه الخطوة آخر المحاولات لسلمى والنساء المعتقلات، في ظل استمرار النظام السعودي بالتغاضي عن المطالبات الدولية لإطلاق سراحهن، مع ما يتعرضن له من أساليب تعذيب مبتكرة ومتجددة.  

أعدّ نواب أميركيون، في 27 آذار/ مارس الجاري، رسالة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يطالبون فيها بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين المحتجزين في المملكة الذين احتُجزوا بعد تغريدات على موقع تويتر. وبحسب موقع The Hill، فقد انتقدت الرسالة بن سلمان لانتهاكه حقوق المواطنين السعوديين واتهمته بتقويض "الحرية السياسية العالمية". ووصف المشرعون اعتقالاته بأنها "محاكمات بربرية".

تم إرسال الطلب، برئاسة النائب جيمي راسكين وهو من الحزب الديمقراطي، ووقعه 21 ديمقراطياً وجمهوريّاً واحداً، بعد أسبوع تقريباً من الافراج عن المواطن سعد الماضي، الذي كان قد سجن لأكثر من عام بسبب تغريدات على موقع التويتر. ومع ذلك، تم وضعه تحت حظر السفر، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المملكة ستسقط الحظر وتسمح له بالعودة إلى فلوريدا.

كثر الحديث مع تسلم بن سلمان ولاية العهد، عن مملكة "أكثر انفتاحاً"، وعد إزاءها بإصلاح القوانين والسياسات القاسية التي تمنع تقدم البلاد، ولم يطل الأمر حتى باتت تتكشف الحقيقة. وهو ما أشار إليه النواب الأميركيون أنفسهم في متن الرسالة: "كانت لدينا آمال كبيرة في أنك كنت جادًا...بدلاً من ذلك، لم يقتصر الأمر على قيامك بالمزيد من الدوس على حقوق مواطنيك في حرية الفكر وحرية التعبير، ولكنك قوّضت الحريات الأساسية التي تسعى الدول الديمقراطية ذات السيادة إلى حمايتها لمواطنينا...ندين محاكماتكم الهمجية وندعوكم على الفور للأمر بالإفراج عن كل شخص احتجزته وسجنه بسبب إرساله تغريدات".

وركزت الرسالة على 3 أشخاص اعتبرتهم مثالاً عن حالات اعتقال عدة، وهم:

سلمى الشهاب، طالبة دكتوراه تبلغ من العمر 34 عامًا في جامعة ليدز في المملكة المتحدة، حُكم عليها بالسجن لمدة 34 عامًا في آب/ أغسطس 2022 "لمجرد مشاركة منشورات لمنتقدي النظام على تويتر"، عندما أعيد النظر في قضيتها في عام 2023، خفّض الحكم إلى 27 عامًا في السجن.

واستشهد المشرعون بمؤسسة فريدوم هاوس، التي قالت إن الشهاب كانت محتجزة على ذمة المحاكمة لمدة 285 يومًا، 13 منها على الأقل في الحبس الانفرادي، ولم يُسمح لها بمقابلة محام خلال تلك الفترة.

في نفس اليوم الذي حُكم فيه على الشهاب، تبلّغت نورا القحطاني، الأم البالغة من العمر 50 عامًا ولديها خمسة أطفال، زيادة في عقوبتها من 13 عامًا إلى 45 عامًا في السجن. وقالت الرسالة إنه يعتقد أن العقوبة الجديدة هي الأطول على الإطلاق بتهمة التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

والحالة الثالثة، مهدية المرزوقي، ممرضة تونسية تبلغ من العمر 51 عامًا ومقيمة في السعودية، حُكم عليها بالسجن 15 عامًا في سبتمبر / أيلول بعد أن نشرت تغريدات "علقت على الأحداث في تونس". كانت عقوبتها في البداية 3 سنوات، حتى زادت المحكمة الجزائية المتخصصة العقوبة بمقدار 5 اضعاف.

وبحسب موقع ميدل ايست مونيتور، فقد تم اعتقال العديد من الناشطات السعوديات في مجال حقوق الإنسان بسبب حديثهن ضد مثل هذه السياسات وما زلن في السجن. أفاد البعض أنهم تعرضن لسوء المعاملة بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجَلد والاعتداء الجنسي والغمر بالمياه. كانت لجين الهذلول إحدى اللواتي أبلغن عن الانتهاكات، وهي ناشطة بارزة ناضلت بإصرار لسنوات من أجل حق المرأة في القيادة وضد نظام ولاية الرجل في البلاد، وتم احتجازها في 2018 بتهم تتعلق بالإرهاب، حتى بعد أن سمحت الدولة للسيدات بالدخول. وقالت لين الهذلول -شقيقة لجين-، ان "التعبير عن حقوقك لا يعتبر تمردًا فقط...إنه يعتبر الآن إرهابًا".

تم الإفراج عن لجين في شباط/ فبراير 2021، لكنها تخضع لحظر سفر لمدة 5 سنوات، وحكم عليها مع وقف التنفيذ ما يقارب 3 سنوات، ما قد يسمح للسلطات اعادتها إلى السجن في أي وقت إذا استأنفت نشاطها.

تمتد سيطرة محمد بن سلمان إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شنت الحكومة حملة ضد جميع أشكال النشاط والمعارضة تقريبًا. بدأت هذه الحملة، جزئيًا، على موقع تويتر، الذي يستخدمه حوالي 10 ملايين شخص في السعودية. أكثر من 40%، من جميع مستخدمي تويتر النشطين في المنطقة العربية موجودون في المملكة، مما يجعلها أكبر سوق شرق أوسطي للمنصة. كما تجدر الإشارة، إلى ان شركة المملكة القابضة السعودية تحتفظ بحصتها في أسهم تويتر الحالية التي تبلغ قيمتها 1.89 مليار دولار، بعدما استحوذ إيلون ماسك على الشركة.