كما كانت تُشير أغلب التقديرات، لم تُحسم انتخابات رئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران من الجولة الأولى، لعدم حصول أي من المرشحين على أكثر من 50% من أصوات الناخبين، مما يُوجب إجراء دورة ثانية وفقا للقانون.
وقد أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات في إيران محسن إسلامي، السبت الماضي، عن النتائج الرسمية النهائية للانتخابات الرئاسية التي أقيمت الجمعة 27 حزيران / يونيو 2024، والتي جاءت على الشكل التالي:
_حصول المرشح مسعود بزشكيان على 10,415,191 صوتاً.
_حصل المرشح سعيد جليلي على 9,473,298 صوتاً.
_حصول المرشح محمد باقر قاليباف على 3,383,340 صوتا.
_المرشح مصطفى بور محمدي حصل على 206,397 صوتاً.
وبلغ العدد الاجمالي للأصوات 24,535,185 صوتاً، أي بنسبة مشاركة 40 بالمئة. ومع ذلك، كانت نسبة المشاركة في إحدى المحافظات أعلى من 60% (محافظة خراسان رضوي التي ينتمي لها المرشح جليلي)، بينما سجلت محافظة كرمنشاه نسبة أقل من 20%. وهو ما جاء بعكس نتائج جميع استطلاعات الرأي التي رجحت مشاركة أكثر من 50% ممن يحق لهم التصويت ويبلغ عددهم أكثر من 61 مليون نسمة. ومن الأسباب المحتملة لسبب تراجع نسبة المشاركة، تنظيمها بعُجالة واختصار فترة الحملات الدعائية للمرشحين في أسبوعين فقط، بالإضافة الى ارتفاع حرارة الطقس لدرجات عالية (حوالي 50 درجة مئوية)، خاصةً خلال منتصف النهار.
نحو الجولة الثانية
وبناء على هذه النتائج، سيتوجه المرشحان الأول والثاني بزشكيان وجليلي إلى الجولة الثانية، لاختيار رئيس للجمهورية الإسلامية من بينهما.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور أن المجلس أكّد صحة ونزاهة، بعدما لم يتلقى أي شكوى بخصوصها.
وعليه فإن هذا يؤكّد مرة أخرى قدرة إيران الكبيرة على تجاوز التحديات، حيث احتوت الدولة بسرعة تداعيات الفراغ الرئاسي-إثر الحادثة الأليمة لسقوط طائرة الشهداء السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه - وأجرت انتخابات ناجحة خلال 40 يوما فقط.
المناظرات
وستجرى المناظرة الأولى ما بين المرشحين جليلي وبزشكيان، الاثنين (1 تموز / يوليو 2024) الساعة 9:30 مساء بتوقيت طهران، والمناظرة الثانية في اليوم التالي الساعة 9:30 مساءً. كما أعلن أمين لجنة الانتخابات في الاذاعة والتلفزيون بأنه سيكون للمرشحين، كلمة مباشرة وبرنامج وثائقي. ووفقا للعديد من الخبراء، تعدّ هذه المناظرات فعالة جداً في زيادة المشاركة الانتخابية وتحسين فهم المواطنين للمرشحين وبرامجهم. وسيتم بث البرامج التلفزيونية للمرشحين أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من 1 إلى 3 تموز / يوليو.
وكما حصل ما قبل الجولة الانتخابية الأولى، سيكون الخميس المقبل (4/7/2024) هو يوم صمت انتخابي، وستُجرى الجولة الثانية من الانتخابات يوم الجمعة 5 تموز / يوليو في جميع أنحاء البلاد.
جليلي هو الأقدر
وأمام ما تواجهه البلاد من تحديات داخلية، وفي ظل التطورات الإقليمية الدقيقة جدا –معركة طوفان الأقصى وتصاعد حدّة الإشتباك ما بين محور المقاومة والمحور الأمريكي الإسرائيلي - فإن هذا ما يؤكد ضرورة اختيار رئيس قادر على إدارة الملفات الداخلية والخارجية بشكل متزامن وناجح، ويستطيع مواجهة جميع أشكال الضغوطات، للعبور بالجمهورية الإسلامية من البحر الهائج إلى بر الأمان، وهذا ما يتوافق أكثر مع مواصفات المرشح سعيد جليلي.
الكاتب: غرفة التحرير