يبدو أن الإدارة الأمريكية قررت زعزعة الأوضاع من جديد في العراق، ولهذا اختارت تريسي آن جاكوبسون، لكي تتولى منصب سفيرتها "فوق العادة" هناك، وهي التي أثارت زوبعة من التصريحات العراقية الغاضبة ضدها، حتى قبل تثبيت تعيينها، وصلت الى حد المطالبة بعدم قبولها لتمثيل بلادها في العراق.
وأبرز الاحتجاجات جاء من المستشار الأمني لرئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي اعتبر بأن تصريحاتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي، لا يتناسب ومهامها الدبلوماسية.
فما هي أبرز وأهم المعلومات حول تريسي آن جاكوبسون والتي دفعت إدارة بايدن لاختيارها لتولي هذا المنصب؟
_هي ابنة جون وباربرا توماس، من مواليد العام 1965، وهي تنحدر من منطقة الإسكندرية بولاية فيرجينيا.
_حصلت على بكالوريوس الآداب من جامعة جونز هوبكنز، وماجستير في الآداب من كلية بول إتش نيتز للدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز. وقد درست أيضاً اللغات الألبانية والصربية والفرنسية والروسية والإسبانية والكورية والطاجيكية.
_ التحقت بالسلك الدبلوماسي في حزيران / يونيو 1988، ومنذ ذلك الوقت تولت العديد من المناصب والمسؤوليات الاستخباراتية والدبلوماسية:
1)شغلت منصب نائب الأمين التنفيذي في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، حيث شاركت في تطوير مبادرات السياسة الخارجية لمستشار الأمن القومي والرئيس.
2)عملت في العديد من السفارات الأمريكية حول العالم في كوريا الجنوبية، وجزر البهاماس، وروسيا.
3)شملت مهامها المحلية: مكتب الاستخبارات والأبحاث (التابع للوزارة والذي يعدّ تقديرات الموقف)، ومكتب شؤون نصف الكرة الغربي، ومكتب وكيل الوزارة للإدارة. كما شغلت منصب نائب مدير معهد الخدمة الخارجية التابع لوزارة الخارجية.
4)تم تعيينها في منصب نائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في لاتفيا.
5)في آب / أغسطس 2003، تم ترقيتها لتصبح سفيرة لبلادها في تركمانستان، واستمرت في هذا المنصب حتى تموز / يوليو 2006. ثم تمّ نقلها الى طاجيكستان من آب / أغسطس 2006 حتى استقالتها من هذا المنصب في آب / أغسطس 2009. ومن العام 2012 إلى العام 2015، شغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة في كوسوفو.
6) من العام 2015 إلى عام 2017، شغلت منصب النائب الرئيسي لمساعد السكرتير في مكتب شؤون المنظمات الدولية.
7) في كانون الثاني / يناير 2017، عملت في منصب القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية حتى تقاعدها في تشرين الأول / أكتوبر 2017.
8)في العام 2021، عادت للعمل في وزارة الخارجية كمستشارة كبيرة، وعملت في البداية كمديرة لفرقة العمل المعنية بأفغانستان بالوزارة. فهي التي قادت عملية "ملاذ الحلفاء" لإجلاء الأفغان المتعاونين مع قوات الاحتلال الأمريكي وعائلاتهم. وقد أعادت هذه العملية التذكير بالمصير المحتوم لعملاء أمريكا عبر التاريخ، خاصةً في فيتنام.
وفي الفترة الممتدة ما بين 25 شباط / فبراير 2022 إلى 25 أيلول / سبتمبر 2023، عملت كقائمة بالأعمال المؤقتة في السفارة في أديس أبابا، إثيوبيا.
9)تعمل حالياً كمستشارة أولى في مكتب شؤون الشرق الأدنى.
10)في 25 كانون الثاني / يناير 2024، رشحها الرئيس جو بايدن للعمل سفيرةً لأمريكا في العراق، لتخلف في ذلك ألينا رومانوفسكي.
وقد أثارت الغضب الشديد في العراق، على خلفية التصريحات غير الدبلوماسية التي أدلت بها خلال جلسة الاستماع لها في مجلس الشيوخ (في 13/06/2024)، بحيث تضمنت تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للعراق وإساءةً للجمهورية الإسلامية في إيران. وقد تعهدت بدعم جهود وزارة الخزانة الأمريكية لتحديث النظام المصرفي العراقي (أي فرض وصاية على أموال العراقيين)، ومنع ما زعمت بأنه استخدام إيران لإمدادات الغاز كوسيلة ضغط ضد العراق. وحذرت جاكوبسون من "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، مشددةً على أن من وصفتهم بـ"الجماعات المدعومة من إيران" يشكلون خطرا كبيرا على استقرار ومستقبل العراق. معلنةً التزامها باستخدام "كافة الوسائل السياسية المتاحة لمواجهة هذا التهديد والحد من نفوذ إيران".
وعليه فإن هذه التصريحات تشي بأن دور جاكوبسون سيكون تصعيد مسار إثارة الفتن الداخلية في العراق، من خلال التركيز على الهجوم ضد فصائل المقاومة العراقية، وضد العلاقات الأخوية الإيرانية العراقية. مع الإشارة الى أن سجلها حافل بالتدخّل السافر في الشؤون الداخلية للبلدان التي عملت فيها، كما حصل في تركمانستان.
ولأنها حائزة على درجة "وزير محترف" فإن هذا يعني بأنها أعلى مرتبة وخبرة من رومانوفسكي، وستكون سفيرة في العراق "فوق العادة"، أي لها حرية اتخاذ القرارات دون العودة إلى واشنطن.
11)حصلت على العديد من جوائز التكريم من وزارة الخارجية، بالإضافة إلى جائزة الخدمة الرئاسية الجديرة بالتقدير.
_ تُعرّف عن نفسها بأن لديها خبرة إقليمية في أفريقيا والبلقان وآسيا الوسطى ودول البلطيق. وأنها تتمتع بخبرة في تعزيز المصالح الأمريكية في حل النزاعات والتعاون الأمني وفي المشاركة الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف، والقيادة التنظيمية، والتطوير المهني، وبرامج التبادل الدولي، والخطابة. لكن اللافت هو توصيفها بأنها خبيرة كبيرة في تطوير وتنفيذ التدريبات الاستراتيجية والتكتيكية لوزارة الدفاع.
_ مُتزوجة من عضو السلك الدبلوماسي البريطاني ديفيد بوغ.
الكاتب: غرفة التحرير