يعتبر أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أحد أكثر الأشخاص خبرة في السياسة الإسرائيلية. ويزعم أنه يعرف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أفضل من أي شخص آخر في النظام السياسي، فبنظره لا يحركه إلا اعتباران: البقاء السياسي والهروب من المسؤولية.
عمد أفيغدور ليبرمان، منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، إلى شن حملة انتقادات واسعة طالت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حمّله من خلالها، مراراً، مسؤولية الفشل في التصدي لهجوم 7 أكتوبر والتعامل مع تبعات الحرب في قطاع غزة. ويرى ليبرمان أن نتنياهو قرر التقاعد، وأنّه يريد التوصل إلى سلام مع السعودية، ليكون هذا إرثه، وحتى لا يذكره التاريخ باعتباره المسؤول عن الفشل الكبير في الكيان. واليوم الأربعاء سيجتمع 3 أحزاب معارضة في إسرائيل لبحث خطط الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء، من بينهم وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان.
نقاط خلاف ليبرمان مع نتنياهو:
- قانون التجنيد، حيث يعتبر ليبرمان إنه بدل استيعاب الوضع في الكيان وأهمية الخدمة في الجيش تطلب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأجيل بحث قانون التجنيد.
- إدارة نتنياهو للحرب، وإضراره بـ "الـصمود الوطني".
- الضرر الجسيم الذي سبّبه نتنياهو في العلاقة مع الولايات المتحدة.
- طريقة استغلال نتنياهو للحرب من أجل بقائه في السلطة.
- وجود اليمين المتطرف في الحكومة لا سيما بن غفير وسموتريتش.
سياسة ليبرمان
يرى ليبرمان أن نتنياهو هو سبب الكارثة التي وقعت في السابع من أكتوبر، ويدعو إلى استبداله، على اعتبار أنه من الأفضل الذهاب إلى الانتخابات مباشرة بعد انتهاء الحرب، والتخلّص منه. وبالتالي، يعتمد ليبرمان مجموعة من الأساليب والخطابات التي تساهم في إفقاد نتنياهو ثقة جمهوره كما وتحميله المسؤولية الكاملة عمّا حلّ بالكيان.
توجيه انتقادات حادّة لنتنياهو واستفزازه
يسعى ليبرمان دائماً لانتقاد سياسات وقرارات بنيامين نتنياهو، كما واتهامه باستغلال الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة، ويواصل مهاجمته باستمرار، ويدّعي أن استمرار الحرب يخدمه سياسياً. كما ويعتبر أن نتنياهو لا يمتلك العزيمة والقدرة على الحسم، واصفا أداءه بـ "السلوك الانهزامي"، الذي بسببه يتم جرّ الكيان إلى "حرب الأشهر الستة".
وعليه، يعتمد ليبرمان الهجوم المتكرر على بنيامين نتنياهو، وتوجيه الاتهامات له، على اعتبار أنه مستعدّ للتضحية بمصالح الكيان الأمنية من أجل اعتبارات شخصية، وذلك من باب إحراجه واستفزازه.
أحزاب المعارضة وحكومة الحرب البديلة
في سياق متّصل، بدأت أحزاب المعارضة الإسرائيلية خطوات جادة لرسم ملامح تشكيل حكومة جديدة، حيث يقف ليبرمان إلى جانب زعيم المعارضة في إسرائيل رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد، ورئيس حزب "الأمل الجديد" جدعون ساعر، لإنشاء حكومة جديدة، وبالفعل بدأت المعارضة الإسرائيلية بأولى تحركاتها الجدّية لمحاولة إسقاط الحكومة، ونشر لابيد، عبر منصة "إكس" اليوم الأربعاء، صورة لقادة الأحزاب الثلاثة وعلّق: "اتفقنا على خطة عمل لاستبدال الحكومة من أجل مستقبل إسرائيل".
وطالبو عضو مجلس الحرب بينى غانتس بالانضمام إلى هذه الحكومة البديلة. وقالت مصادر للقناة 13 إنه في حال فشل نتنياهو في ضم رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر إلى حكومة الحرب فسيتم حل المجلس.
منذ البداية لا يريد ليبرمان الدخول إلى حكومة الحرب والبقاء في ائتلاف يرأسه نتنياهو، لأنه يريد الإطاحة به واستقطاب ناخبي الليكود اليمينيين إليه في الانتخابات المقبلة. إذ يعتبر أن الحكومة الإسرائيلية وصلت إلى نهايتها، وأن التخلص من رئيسها بنيامين نتنياهو يمثّل مكافأة للإسرائيليين.
الكاتب: غرفة التحرير