افتتحت الولاية السادسة لمجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية في إيران، بانتخاب الشيخ محمد علي موحدي كرماني رئيسا له، بحصوله على 55 صوتا من أصل 83 صوتا، ليكون بذلك الرئيس السادس للمجلس منذ انتصار الثورة الإسلامية.
ويعدّ الشيخ موحدي كرماني من أبرز وأقدم أعضاء هذا المجلس، حيث تولى عضويته منذ إنشاء أول مجلس خبراء القيادة في الـ 15 من آب / أغسطس للعام 1983، كما تولى خلال العقود السابقة، العديد من المسؤوليات المهمّة، التي تكشف مدى ثقة قيادة الثورة الإسلامية به، خاصةً وأنه دائماً ما يعبّر عن نفسه بأنه "ثوري وموجّه نحو الدولة وملتزم بالمبادئ".
فما هي أبرز وأهم المحطات في حياة الشيخ موحّدي كرماني؟
_ من مواليد منتصف العام 1931، لعائلة دينية في كرمان. فوالده هو الشيخ عباس موحّدي، أحد رجال الدين والدعاة المشهورين في تلك المنطقة.
_ أمضى تعليمه الأولي في الحوزة العلمية في كرمان، ثم ذهب إلى الحوزة العلمية في قم لمواصلة تعليمه. ومن أساتذته في قم المراجع: السيد البروجردي، والمحقق داماد، والإمام الخميني (رض). كما حضر بعض الدروس للمراجع السيد أبو القاسم الخوئي والميرزا باقر الزنجاني في النجف الأشرف، كما أمضى فترة قصيرة في حوزة مشهد بحضور المرجع الميلاني.
وأثناء إقامته في حوزة قم، كانت معظم مناقشاته العلمية تتم مع الشيخ هاشمي رفسنجاني والسيد رباني أملاشي، وكان يرافق الشهيد الشيخ مرتضى مطهري والشهيد السيد بهشتي والمراجع اللاحقين مؤمن وجناتي وطاهري وخرم آبادي ومهدوي كني.
_ يعتبر أحد مؤسسي جماعة رجال الدين المقاتلين في طهران، حيث نشط كعضو في المجلس المركزي منذ البداية.
فبعد عودته من مدن قم والنجف المقدستين، عاش عدة سنوات في كرمان، وتوجه إلى طهران عام 1969 تقريباً بدعوة من الشهيد الشيخ محمد جواد باهن ، وتركز نشاطه في مسجد مسلم بن عقيل في العاصمة طهران. فاستطاع الشيخ موحدي تحويله إلى إحدى القواعد الأساسية للنضال ضد النظام البهلوي في شرق طهران. ولم تقتصر أنشطته على العاصمة، فقد أظهرت الوثائق أنه تم منعه من اعتلاء المنبر من قبل استخبارات الشاه - السافاك في كرمان أيضاً.
وقبل انتصار الثورة الإسلامية، كان له العديد من اللقاءات مع الإمام الخميني في النجف وكربلاء.
_بعد انتصار الثورة الإسلامية، انضم الى الحزب الجمهوري الإسلامي كعضو في المجلس المركزي وعضو في لجنة التحكيم لهذا الحزب (بقيادة السيد محمد بهشتي). وفي نفس الفترة تم انتخابه كممثل لمواطني كرمان في انتخابات الدورة الأولى لمجلس الشورى الإسلامي، وبعد ذلك أصبح ممثلاً لمواطني طهران في المجلس.
وخلال وجوده في البرلمان تولى رئاسة لجنة الشؤون الداخلية ورئيس لجنة شؤون الدفاع، فضلا عن نيابة رئيس المجلس. كما كان عضواً في جميع دورات مجلس الخبراء.
_ في شباط / فبراير من العام 2017، تولى رئاسة مجمع تشخیص مصلحة النظام، الذي دخله كعضو لأول مرة في تشرين الأول / أكتوبر من العام 1989.
__ في الـ 4 من كانون الأول / ديسمبر 2014، بعد وفاة الشيخ محمد رضا مهدوي كني، تم انتخابه بالإجماع أميناً عاماً لجماعة رجال الدين المقاتلين، واستمر في هذه المسؤولية حتى العام 2018.
_ تولى تمثيل الولي الفقيه في حرس الثورة الإسلامية من العام 1991 حتى العام 2005 (لمدة 14 عام). وهو على علاقة وثيقة للغاية بعناصر وقادة هذه المؤسسة منذ حرب صدام على إيران (1980 – 1988).
_ تولى الإمامة المؤقتة لجمعة طهران منذ العام 2012. وفي الـ 23 كانون الثاني / يناير من العام 2019، ارتدى زي حرس الثورة خلال صلاة الجمعة، دعما لهذه المؤسسة العسكرية وردا على الإجراء الأمريكي ضدها بوضعها على لوائح "التنظيمات الإرهابية". وقد قال يومها في خطبته بأن "أمريكا أم الإرهاب"، وأن "نفوذ إيران في المنطقة قد أصاب ترامب بالجنون".
_يؤكد دائماً على وجوب الالتزام بتعليمات قائد الثورة الإسلامية. ومن جهة أخرى، هو من المعتقدين بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تصوير رجال الدين والدين على أنهم فاشلون.
الكاتب: غرفة التحرير