أظهر استطلاع رأي جديد لرويترز وإبسوس، تراجعاً كبيراً في تأييد الشعب الأمريكي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تدعمه إدارة بلادهم. هذا ما يتحدث عنه هذا المقال الذي نشره موقع "Middle East Eye"، وقام بترجمته موقع الخنادق.
واللافت في الاستطلاع، موافقة 68% من المشاركين فيه، على أنه يجب على الكيان المؤقت الدعوة لوقف إطلاق النار ومحاولة التفاوض. كما سُجّل الكثير من التراجع في تأييد إسرائيل في مسائل أخرى.
هذا الأمر يدلّ على أن عامل الرأي العام العالمي، خاصةً في الدول الداعمة للكيان (أمريكا، فرنسا، بريطانيا،....)، سيكون له تأثيرٌ كبير في دعم القضية الفلسطينية، وربما يكون أحد العوامل الرئيسية التي تدفع الاحتلال لوقف عدوانه خلال الفترة المقبلة.
النص المترجم:
لقد وصل التأييد الشعبي الأميركي للحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، إلى مستوى منخفض جديد، حيث أظهر استطلاع جديد للرأي أن أقل من ثلث المستطلعين يؤيدون الحرب، وأن أغلبية من شملهم الاستطلاع يعتقدون أن إسرائيل لابد وأن تدعو إلى وقف إطلاق النار للصراع.
وأظهرت نتائج استطلاع رويترز/إبسوس الذي صدر يوم الأربعاء أن 32 بالمئة من المشاركين قالوا إنه "يجب على الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل" عندما سئلوا عن الدور الذي يجب أن تلعبه واشنطن في الحرب. ويقل هذا عن نسبة 41 بالمئة التي شاركت هذا الرأي في استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في أكتوبر.
وقال حوالي 39% ممن شملهم الاستطلاع إن "الولايات المتحدة يجب أن تكون وسيطاً محايداً" في الصراع، وهي نسبة مرتفعة عن 27% الذين وافقوا على هذا البيان قبل شهر.
غالبية المشاركين في الاستطلاع الذين يحثون على وقف إطلاق النار على خلاف مع موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي رفض دعوات الجماعات الحقوقية والمنظمات اليهودية التقدمية والفلسطينيين و120 دولة عضو في الأمم المتحدة تدعو إسرائيل إلى الموافقة على وقف إطلاق النار.
رداً على ذلك، رفعت مجموعة من الفلسطينيين دعوى قضائية ضد بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، متهمين إياهم بالفشل في منع "الإبادة الجماعية" في غزة.
ويأتي الاستطلاع الجديد بعد أكثر من شهر من شن حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة هجوما على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي، وفقا للإحصاء الرسمي الصادر عن الحكومة الإسرائيلية.
وقد أدى رد إسرائيل، الذي شمل حملة قصف جوي استمرت أسابيع أعقبها توغل بري في غزة، إلى مقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني، 70 في المائة منهم من النساء والأطفال.
استهدف الجيش الإسرائيلي البنية التحتية السكنية، بما في ذلك المستشفيات والأحياء، ويقوم حاليًا بشن غارة على أكبر مستشفى في غزة، مستشفى الشفاء، وقد لجأ آلاف الفلسطينيين إلى المجمع الطبي بحثًا عن مأوى من القنابل الإسرائيلية.
الأسلحة لإسرائيل: 43% يعارضون ذلك
وأظهر استطلاع رويترز أيضا أن 31 في المئة فقط من المستطلعين يؤيدون إرسال الولايات المتحدة أسلحة إلى إسرائيل، بينما يعارض 43 في المئة ذلك تماما، وقال الباقون إنهم غير متأكدين.
لقد كانت الولايات المتحدة داعمًا ثابتًا لإسرائيل لعقود من الزمن، دبلوماسيًا وعسكريًا. وفي كل عام، تقدم الولايات المتحدة حوالي 4 مليارات دولار من الدعم العسكري لإسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس الشهر الماضي، أرسلت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 14 مليار دولار.
وذكر تقرير صادر عن بلومبيرغ يوم الثلاثاء، أن البنتاغون كثف بهدوء تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل، بما في ذلك إرسال صواريخ موجهة بالليزر، وقذائف مدفعية، وذخائر خارقة للتحصينات. يأتي ذلك بعد استقالة جوش بول، كبير مسؤولي بايدن الذي أشرف على عمليات نقل الأسلحة إلى دول أخرى، بسبب نهج إدارة بايدن تجاه الحرب في غزة.
وبينما يبدو أن الدعم الشعبي لإسرائيل يتضاءل، يظهر الاستطلاع أن 4 بالمائة فقط من المشاركين قالوا إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم الفلسطينيين، بينما قال 15 بالمائة إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تشارك. تم إجراء الاستطلاع عبر الإنترنت وفي جميع أنحاء البلاد بين الاثنين والثلاثاء، وجمع ردودًا من 1006 بالغين أمريكيين، بهامش خطأ قدره أربع نقاط مئوية.