بعد خروجهم من جلسة سرية مغلقة، تمّ تسريب فيديو لأعضاء الكنيست بعدما اطلعوا على حجم الخسائر في جبس الاحتلال بعد بدء هجماته البرية على غزة. وأظهرت اللقطات أعضاء الكنيست وهم بصرخون بصوت عالٍ بعدما فشلت قواتهم في التحرّك نحو غزة. كما عادتها، إسرائيل لا تكشف عن العدد الحقيقي لقتلاها خاصة من الجنود، كما أنها لا تنشر بيانات دباباتها ومعداتها العسكرية التي دمرتها حماس في غزة.وكان قد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن عدد الجنود والضباط الذين قتلوا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر قفز إلى 332 في آخر حصيلة معلنة. فيما بجري الحديث بأن روائح جثث الجنود المكدسة وغير المعلن عنها أصبحت لا تطاق.
لأول مرة بدت غريبة، نشرت وكالة أسوشيتد برس تقريراً يقارب بين العملية البرية عام 2014، والعملية البرية اليوم في 2023. إذ تقدّم معركة المدن من حرب غزة السابقة لمحة عن نوع القتال الذي يمكن أن يحدث في المستقبل إذا دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة كما هو متوقع لمعاقبة حماس على هياجها في جنوب إسرائيل الأسبوع الماضي. كان الهدف حي الشجاعية، وهو حي مكتظ بالسكان في مدينة غزة قال الجيش إن حماس حولته إلى "حصن إرهابي"، مليء بالأنفاق وقاذفات الصواريخ والشراك الخداعية. جاءت المعركة في اليوم الثالث من هجوم بري سبقته حملة جوية استمرت 10 أيام. في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، طلب من المدنيين الفلسطينيين مغادرة الحي. في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن،لكن بقي الكثيرون لأنه لم يكن ثمة مكان يذهبون إليه.
ومع توغل القوات الإسرائيلية في حي الشجاعية، وهو خليط من المباني الخرسانية العشوائية والأزقة الضيقة، أطلقت المثاومة الفلسطينية وابلا من النيران الآلية والصواريخ المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية، حسبما قال الجيش في ذلك الوقت.
تعطلت ناقلة جند مدرعة. وعندما خرج جنديان لإصلاحها، أطلق مسلح صاروخا مضادا للدبابات على السيارة، فجرها وقتل جميع الجنود السبعة الذين كانوا بداخلها. وفي خضم الفوضى التي تلت ذلك، تمكن مقاتلو حماس من سحب رفات أحد الجنود وما زالوا يحتجزونها.
وفي أعقاب الذعر، أمر الجنود بالصعود إلى عرباتهم المدرعة حيث أطلقت كتائب المدفعية 600 قذيفة وضربت الطائرات من سماء المنطقة. وفي اليوم التالي، ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية 100 قنبلة تزن طنا واحدا على المنطقة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت لاحق. "لقد فتحت بوابة الجحيم، وجاءت الشظايا من خلال النوافذ"، قال أحد السكان الفلسطينيين لوكالة أسوشيتد برس في ذلك الوقت.
وفي تلك المعارك أيضًا مثل تم استخدام قوة نيران هائلة للحدّ من خسائر الجيش. ووقعت أفدح الخسائر في الجنود عندما أصيبت ناقلة جنود مدرعة من طراز "نامر" بصاروخ موجه مضاد للدبابات، مما أسفر عن مقتل 11 جنديا وإصابة عدة جنود آخرين.
وفي حادث منفصل، قتل عدد من الجنود عندما اصطدمت سيارتهم بلغم. وفي حادث آخر تم الإبلاغ عنه، توفي جنديان عندما أصابت قذيفة صاروخية المبنى الذي كانا فيه. وظهرت الخسائر المتزايدة بشكل مجزأ حيث تم الكشف عن وفاة العديد من الجنود الآخرين الذين أصيبوا بجروح بالغة متأثرين بجراحهم.
يدرك كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين منذ فترة طويلة المخاطر التي تشكلها الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات على مدرعاتها، وليس أقلها صواريخ كورنيت المحمولة روسية الصنع، فضلا عن الألغام المضادة للدبابات في القتال في المناطق الحضرية في المناطق المكتظة بالسكان.
وتعليقا على الخسائر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، على تويتر "إكس" سابقا: "إن خسارة جنود الجيش الإسرائيلي في المعارك في غزة هي ضربة قاسية ومؤلمة. إن إنجازاتنا الكبيرة في القتال القوي في عمق القطاع تتسبب في خسائر فادحة للأسف".
الكاتب: غرفة التحرير