السبت 28 تشرين أول , 2023 12:42

بدء العمليات البرية الإسرائيلية: انتظروا مفاجآت المقاومة

جنود إسرائيليون

بعد حوالي 21 يوماً، من العديد من محاولات الاختراق البرية الموضعية والاستطلاع بالنار، التي باءت كلّها بالفشل، وتغيير في أسقف العملية البرية من اجتياح الى مناورة وصولاً الى عمليات. نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي بالأمس الجمعة، أولى عملياته الهجومية البرية ضد قطاع غزة، التي باءت بالفشل أيضاً، ولم يستطع إخفاء ذلك، بالرغم من قطعه لكافة أشكال الاتصالات، وكل ما يمكن استخدامه لكشف وقائع هزيمته.

فشل بري إسرائيلي كبير، زفّ خبره أحد مسؤولي حركة حماس علي بركة، كاشفاً بأن الهجوم على القطاع تم عبر 3 محاور، مبيناً بأن هناك خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال بالجنود والعتاد، بعدما وقعوا في كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية على محاور عدّة، لذلك عمد جيش الاحتلال الى استخدم الطيران المروحي لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة. مضيفاً بأن المقاومين استخدموا في صدّ الهجوم، صواريخ كورنيت وقذائف ياسين، متوقعاً معاودة الاحتلال المحاولة مرة أخرى.

لذلك، لم يعدّ مستغرباً حالة التخبط والإنكار التي تعيشها أوساط الكيان بكافة مستوياته، السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية وغيرها، في وضع مصطلح دقيق يوصّف طبيعة هذه العمليات البرية التي يشنها جيشهم، فمنهم من استخدام مصطلح توغّل واسع النطاق ومنهم من سماه بعمليات برية، خشية من تسميته بالهجوم البري لأنهم يدركون فشله، بالرغم من شنهم أكثر من 150 غارة جوية عبر 100 طائرة حربية، وتدميرهم مئات المباني في القطاع بشكل كلّي. وهذا ما لم يمنع أيضاً من جهة أخرى، إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية للصواريخ في توقيت واحد، والتي أصابت مدينة تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة.

تفاصيل التوغّل والعمليات البرية الفاشلة

_ أعلنت كتائب القسام عند منتصف ليل الـ 27 والـ 28 عن تصدّيها لتوغل بري في بيت حانون في الشمال، والبريج في الوسط، وأن مقاوميها يخوضون قتالاً عنيفاً مع القوات الاسرائيلية التي تحاول التقدم. بينما التزمت "اسرائيل" الصمت طوال الليل، واكتفت وسائل إعلامها بنشر تصريح للناطق العسكري الذي أعلن فيه بدء القوات الإسرائيلية شن عمليات داخل قطاع غزة، وأنه سيتوسع في عملياته البرية هذا المساء.

_حاولت الدبابات الاسرائيلية التقدم باتجاه شمال منطقة البريج في وسط القطاع، كي تستطيع فصل منطقتي الشمال عن الجنوب، وتشديد الحصار على أهل غزة من أجل ارغامهم على التوجه إلى المناطق المتاخمة للحدود مع مصر.

_ وضع بعض الباحثين العسكريين سيناريوهين للعمليات المقبلة:

1)الأول:تقسيم القطاع إلى 3 مناطق عمليات تنقسم الى 8 محاور تقدم، ما يمكنه من المناورة وقطع التواصل بين هذه المناطق، والضغط على مدنها ومخيماتها، لتحقيق أهداف العملية مثل إطلاق سراح الأسرى وغيرها من مكاسب سياسية أخرى.

أما بالنسبة للمناطق فهي تنقسم على الشكل التالي:

أ)المنطقة الشمالية وتشمل 4 محاور: زيكيم - العطاطرة- السودانية، سديروت - ايريز- شرق بيت حانون - شرق جباليا وصولاً إلى منطقة تل الزعتر، شمال شرق حي التفاح - جبل الريس، معبر كارني - مستعمرة نتساريم المحررة - باتجاه ساحل غزة.

قام الاحتلال بشن عملياته في المحورين الثاني والثالث، لكنّ المقاومة استطاعت صدّه بقوة وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفه.

ب)المنطقة الوسطى وتشمل محوري تقدّم: معبر كارني – المغراقة، معبر كيسوفيم - مكب نفايات غزة - مفرق الشهداء.

تقدّمت القوات الإسرائيلية من المحور الثاني، وقد تصدّت لها سرايا القدس بقوة، وألحقت خسائر كبيرة في صفوفه وفي تجمعاته بالقرب من معبر كيسوفيم.

ج)المنطقة الجنوبية وتشمل محوري تقدّم: معبر صوفا - منطقة الشوكة، محور كرم ابو سالم - معبر رفح.

ولم تحصل أي عمليات قتال بري في هذه المنطقة، بل طالها القصف الإسرائيلي فقط، مع الإشارة إلى أنه في جميع بياناته السابقة لأهل غزة، زعم بأنه لن يطال هذه المنطقة بالقصف إطلاقاً.

2)يرجّح البعض كثيراً بأن تتركّز العمليات البرية الإسرائيلية على طول الجبهة الشرقية من أطراف بيت حانون حتى أطراف بلدة خزاعة في الجنوب الشرقي. لأن هذه المنطقة تتميّز بالمساحات الشاسعة من الاراضي الزراعية والمفتوحة التي توازي مساحتها ثلث مساحة القطاع. وعندها ستكون القوات الاسرائيلية تمتلك القدرة على استخدام الغطاء الجوي، لكنها في نفس الوقت ستكون في خطر كمائن العبوات الناسفة وكمائن وحدات ضد الدروع التابعة للمقاومة، وسيكون المشاة الإسرائيليين تحت خطر القناصة ومواجهة قوات النخبة في المقاومة.

اعتراضات أهالي الأسرى الإسرائيليين: خشبة خلاص اسرائيل وداعميها الدوليين

إلّا أن اللافت منذ إعلان بداية العمليات البرية الإسرائيلية، هو تصاعد حركة احتجاج عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، والذين طالبوا مجلس الحرب في الكيان الاجتماع معهم بشكل عاجل. كما أعربت هذه العائلات عن قلقها من تصعيد الجيش عملياته البرية. وبالتالي قد تستطيع هذه العائلات أن تشكّل ورقة ضغط شعبي قوية على حكومة بنيامين نتنياهو، تدفع الأخير الى النزول عن شجرة أهدافه الكبيرة والمستحيلة، التي لن يستطيع تحقيقها حتماً (بل ربما يكون خيار التوغل البري هو حماقة استراتيجية كبيرة)، خاصةً إذا اجتمع هذا الضغط الداخلي مع الضغط الخارجي بمنع الانزلاق الى حرب إقليمية كبرى.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور