مشروع الطوق المقاوم الذي يحاصر الكيان المؤقت ويقلقه، والذي كان يطمح الى تحقيقه الشهيد الفريق قاسم سليماني، ها هو يتجسد اليوم في كافة الساحات وبكل أساليب المقاومة.
فبالتزامن مع ما يحصل من تصاعد لعمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، تحرك أهالي الجولان المحتلّ بتحركات غاضبة، للاحتجاج على بدء إحدى الشركات الإسرائيلية بنصب مولدات كهرباء هوائية (توربينات الرياح)، في مواقع مختلفة من أراضيهم الزراعية، في منطقة سحيتا بين قرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا، وهو ما لا يوافقون عليه لأسباب عديدة.
هذه التحركات بطريقة غير مباشرة، تضع سلطات الاحتلال أمام ساحة توتر جديدة، مضافة الى باقي ساحات وجبهات المقاومة المفتوحة، وستؤثر بالتأكيد على أصحاب القرار في الكيان، وتُربك حساباتهم وتدفعهم الى ارتكاب المزيد من الأخطاء، التي لن تصب إلا في صالح محور المقاومة. فقد كشفت صحيفتا يديعوت أحرونوت وهآرتس الإسرائيليتين بأن القادة الأمنيين يؤيدون وقف الأشغال بينما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يريد الاستمرار. وهذا ما دفع بهم إلى أن يقولوا بأن: "بن غفير يجر البلاد إلى حرب مع الدروز".
وهذا ما قصده رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، حينما قال اليوم الخميس، بأن ما يحدث في الجولان هو أمر مهم جداً، يجب أن يحظى باهتمام كل المسلمين والعرب والمقاومين في المنطقة. مضيفاً بأن "ما يجري في الضفة والجولان سيكبر ويتعاظم حتى يشعر العدو بالهزيمة".
أسباب التصعيد
فبالأمس الأربعاء، أصيب عشرات السوريين المتظاهرين في الجولان المحتل، إثر تفريق قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم، بواسطة الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، كما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. وهذا ما دفع المئات من أبناء الطائفة الدرزية المتواجدين في فلسطين المحتلة وأيضاً في السويداء، الى الخروج بمظاهرات غاضبة للتضامن معهم.
وشارك الآلاف من أهالي الجولان في المظاهرة ملوّحين بالأعلام الدرزية، لكن قوات الاحتلال منعتهم من الوصول إلى أراضيهم وعمدت لإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع بواسطة طائرات دون طيار. ثم سرعان ما انتقلت الاحتجاجات انتقلت إلى قرية مسعدة مقابل مقر لشرطة الاحتلال.
ويلقى مشروع تروبينات الرياح معارضة شديدة من أهالي الجولان، لما يخشونه من آثار سلبية على مزارعهم، لناحية الضوضاء التي تسببها المولدات، ولناحية الأضرار المحتملة على البيئة وحياة الطبيعة.
هدنة
تدهور الأوضاع في هذه المنطقة، تسبّبت بانعقاد لقاء ما بين رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو مع الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة الشيخ موفق طريف، بحضور رئيس الشاباك رونين بار. وقد نجم عن هذا اللقاء الاتفاق على ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالـ "هدنة"، التي ستستمر إلى ما بعد عيد الأضحى، على أن يتم وقف مشروع التوربينات الهوائية، في مقابل وقف الاحتجاجات.
لذلك هناك احتمال كبير أن تعود وتندلع الاحتجاجات في هذه المنطقة، بعد أيام، خصوصاً وأن
الاحتجاجات الشعبية ضد هذه التوربينات قد بدأت منذ كانون الأول / ديسمبر من العام 2020، حيث اعتبرت يومها بمثابة "إعلان حرب" على قراهم. وبالتالي هكذا قرار لن يمر إطلاقاً، ولو جاء هذا المشروع بموجب قرار صادر عن حكومة تل أبيب.
الكاتب: علي نور الدين