إن الصمود والمواجهة الأسطوريين للشعب والمقاومة في فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى فتح ساحة جديدة في مناطق الخط الأخضر، من اللد والرملة وعكا وحيفا، والكثير من المناطق الأخرى ذات الأهمية الجغرافية الإستراتيجة، سيتمكن حتماً من تحقيق هدف التحرير، لاسيما أن هذه الجهود تتم عبر جيل فلسطيني شاب، ينتفض ويتواصل مع ما سبقه من أجيال، ويقوم بخطوات تتناسق مع جهد المقاومة العسكرية. بما يشبه تجربة التحرير قي لبنان، والذي حصل بعد أن تم تنسيق الجهود، ما بين المقاومة الشعبية والعسكرية، ضمن منهجية القضم التدريجي.
لذا فإن جهود الفلسطينيين، ستحقق ما هو أبعد من مفهوم معادلات الردع، لتراكم الإنجازات والانتصارات في القدس ومناطق 48 وفي غزة، وتثبت أن المواجهة المباشرة مع الإحتلال الإسرائيلي، صارت على امتداد مساحة فلسطين، والذي سيخلق تهديداً وجودياً ممائلاً للتهديدات الوجودية الأخرى.
تطور دور المقاومة الشعبية في أراضي 48
برز تعاظم المقاومة الشعبية للاحتلال في مناطق الخط الأخضر، من خلال المشاركة في عدة هبات وإنتفاضات سابقاً، أهمها خلال انتفاضتي العام 1987 والعام2000.
_انتفاضة العام 1987: لم يكن كيان الإحتلال يتوقع مشاركة فلسطينيي الداخل فيها، فقاموا بتنظيم مظاهرات وإضرابات تضامنية، وتميزوا بالجرأة التي يواجهون بها جيش الإحتلال و شرطته. كما أرسلوا مساعدات غذائية وأدوية ومساعدات مالية إلى غزة والضفة، وأقاموا حملات التبرع بالدم، وأدت هذه المشاركة إلى خروج جيل جديد من الشباب المثقف، والذي يتمتع بمستوى عال من الوعي والتعاطف مع المقاومين.
_ انتفاضة العام 2000 و التي استمرت حتى العام 2005 : كانت شرارة اندلاعها دخول رئيس وزراء الإحتلال "الأسبق" أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى، ما دفع جموع المصلين إلى التجمهر والتصدي له، فكان من نتائجها اندلاع أول عمليات الانتفاضة. ليتطور دورهم على توفير الحاضنة الكبيرة، لتنفيذ العمليات النوعية والإستشهادية.
ومن نتائجها المهمة على الإسرائيليين:
_ انعدام أمن المستوطنين بسبب العمليات الإستشهادية.
_ خسائر في القطاعات الإقتصادية للكيان، وبالأخص القطاع السياحي.
_إلحاق عدد كبير من القتلى و الجرحى الإسرائيليين.
_ تنفيذ أكثر من من 142 عملية إستشهادية في عمق الكيان.
أهمية الدور الحالي
_ يقدر عدد فلسطيني الخط الأخضر بحوالي مليونين، أي ما نسبته 21% من سكان الاراضي المحتلة عام 48.
_ يقيمون في 5 مناطق رئيسية هي: الجليل والمثلث والجولان والقدس المحتلة وشمالي النقب، ما يعني وجودهم في أهم المناطق الإستراتيجية للكيان.
_ خلال أي تحرك حالي أو مستقبلي، سيتمكنون من شل قدرات قوات أمن الإحتلال، التي استدعت "حرس الحدود" لدعمها، فكيف سيكون الحال إذا ترافق تحركهم مع خطوات عسكرية لفصائل وحركات المقاومة؟!
الكاتب: غرفة التحرير