كشف هذا المقال الذي نشره موقع "Declassified UK" الإنكليزي، والذي أعدّه الصحفي "فيل ميلر"، عن حصول أحد مؤيدي تنظيم داعش الوهابي الإرهابي الذي يقاتل الى جانب الحكومة الأوكرانية، على قاذفات صواريخ بريطانية وأمريكية، وأنه تلقى تدريبات من القوات الخاصة الجوية البريطانية (SAS). وعرض ميلر العديد من الأدلّة في مقاله حول ذلك، بالإضافة لوجود دعم بريطاني بالأسلحة وبالجنود أيضاً، لقوات زيلينسكي والمجموعات اليمينية المتطرفة، وهذا ما يخشى منه النواب البريطانيون.
النص المترجم:
ادعى مجرم بيلاروسي توفي الشهر الماضي في أوكرانيا أنه تلقى تدريبا من الخدمة الجوية البريطانية الخاصة. كما تم تصويره وهو بحوزته قاذفات صواريخ قدمتها المملكة المتحدة أيضًا، وهم ما وجدته Declassified.
جاء الرجل، دانييل لياشوك، من خلفية مثيري الشغب من اليمين المتطرف حتى اعتنق الإسلام، وأعرب عن دعمه للجماعات الجهادية مثل الدولة الإسلامية، وحصل على لقب مجاهد ("المحارب المقدس").
قاد ميليشيا موالية لأوكرانيا على الرغم من إدانته من محكمة كييف لتعذيب المعتقلين في دونباس.
ادعى لياشوك تلقيه تدريبًا من القوات الخاصة الجويةSAS، على قناته الرسمية في تطبيق تلغرام في 27 آذار / مارس، وقد تم مشاهدة المنشور أكثر من 100 ألف مرة.
تم الإبلاغ عن وفاته على خط المواجهة بالقرب من باخموت بعد خمسة أيام.
وفي تعليق له على تلغرام، سخر من شريط فيديو لجنود "عفريت" بيلاروسيين لشقهم الطوب على رؤوسهم. وكتب باللغة الروسية: "قال معلمي من SAS البريطاني دائمًا أن ضربة واحدة على الرأس لا تضيف معلومات استخباراتية للجندي. كما كرر باستمرار، الحرب فن خاص وانضباط صارم. وفي نفس الوقت نقل لياشوك عن صن تزو بشكل دوري عبارته: "الحرب هي وسيلة للخداع!".
"يبدو أن الشيوعيين لم يفهموا جوهر هذه الكلمات ... وخدعوا جيشهم المنحط! النتيجة على الوجه ... حسناً، أو على الرأس". تم رفع السرية عن هذا المنشور فقط بعد وفاته، لذلك لم يتمكن موقع Declassified UK من الاتصال به للتوضيح. وقد رفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق أيضاً، على نشاط القوات الخاصة.
يضيف ادعاء لياشوك إلى المؤشرات التي تشير إلى أن القوات الجوية الخاصة تدرّب القوات الموالية لأوكرانيا، بما في ذلك تلك المعروفة بانتهاكات حقوق الإنسان والتطرف.
وقالت ملفات استخباراتية أمريكية مسربة إنه كان هناك 50 من القوات الخاصة البريطانية في أوكرانيا في مارس آذار. وأفادت الأنباء أن جنود القوات الخاصة البريطانية "المتقاعدين" يعملون في "مهام في عمق أوكرانيا".
أمّا وزير القوات المسلحة جيمس هيبي فقد قال للبرلمان إن المملكة المتحدة لديها "قوات على الأرض" في كييف، لحماية دبلوماسييها وتدريب القوات الأوكرانية.
من هو دانييل مجاهد لياشوك؟
تطوع لياشوك، وهو أصله من بيلاروسيا، للقتال من أجل أوكرانيا بعد احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.جاء من خلفية يمينية متطرفة، واعتنق الإسلام ووقف مع أعلام داعش.
انضم إلى كتيبة تورنادو الأوكرانية، وهي وحدة شرطة شبه عسكرية صغيرة قاتلت ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس، والتي كان لحوالي 40 من أعضائها سوابق جنائية، بما في ذلك قائدها. تم حلّ تورنادو من قبل وزارة الداخلية في عام 2015 وسط مخاوف بشأن سلوكها. وشملت المزاعم الاغتصاب والتعذيب والسرقة. كما تم القبض على أكثر من عشرة من أعضائها وحكم على لياشوك بالسجن لمدة عشر سنوات من محكمة كييف، لارتكاب جرائم بما في ذلك التعذيب. وقد وصف المدعي العام العسكري الأوكراني أناتولي ماتيوس لياشوك بأنه "أخطر وأقسى" من بين جميع أعضاء تورنادو. كما اتهمه المدعي العام بدعم داعش واستخدام "السخرية الشديدة ... القسوة والوحشية" لارتكاب "أبشع أشكال التعذيب بحق السكان المحليين في منطقة لوهانسك" بما في ذلك اغتصاب المعتقلين.
تم إطلاق سراح لياشوك في أوائل العام 2021، وعاد إلى خط المواجهة بعد الغزو الروسي الشامل العام الماضي. أسس وقاد ما يسمى بمجموعة Vendetti القتالية وأصيب مرتين.
في 15 نيسان / أبريل 2022، نشر لياشوك مقطع فيديو لإمدادات أسلحته، والتي تضمنت سلاحًا خفيفًا مضادًا للدبابات بريطاني الصنع من نوع (NLAW).
وفي 1 حزيران / يونيو 2022، سجل مقطع فيديو آخر تم تحميله وهو يتدرب معNLAW، ويظهر في لقطات أخرى وهو يحمل صواريخ جافلين أمريكية الصنع.
بعد وفاته، وصفه مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون جيراشينكو بأنه "بطل".
من جهة أخرى، تصنع بريطانيا صواريخ NLAWs في بلفاست، وأرسلت ما يصل إلى 5500 قطعة منه إلى أوكرانيا منذ غزو روسيا. كما تم توفير عدد صغير من قبل دول أخرى مثل لوكسمبورغ، التي أرسلت 100.
وقد كشف موقعنا سابقًا، أن الصواريخ التي قدمتها بريطانيا وصلت إلى الميليشيات اليمينية المتطرفة والنازية الجديدة الأوكرانية، مثل كتيبة آزوف والقطاع الأيمن. فالمملكة المتحدة تبرعت بالعديد من NLAWs لأوكرانيا، لدرجة أنها اضطرت إلى طلب آلاف أخرى لتجديد المخزونات البريطانية، بموجب صفقة أسلحة بقيمة 229 مليون جنيه إسترليني.
أسلحة NLAWs الجديدة ليست سوى جزء بسيط من الأسلحة التي تبلغ قيمتها 4.8 مليار جنيه إسترليني، التي وعدت بريطانيا بتزويد أوكرانيا بها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لـ Declassified: "قدمت المملكة المتحدة مجموعة واسعة من المعدات والدعم لتمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها وسيادتها. نجري تقييمًا صارمًا للمخاطر المرتبطة بتوفير الأسلحة ونضمن توقيع اتفاقية المستخدم النهائي من قبل القوات المسلحة لأوكرانيا عند استلام المساعدة القاتلة".
انتكاسة؟
انتقدت المملكة المتحدة روسيا على نطاق واسع، لتجنيدها سجناء للخدمة في مجموعة المرتزقة فاغنر.
أما الرئيس الأوكراني زيلينسكي فقد أشرف على خطة مماثلة، ولكن أقل من ذلك المبّلغ عنه لإطلاق سراح السجناء، لتعزيز أعداد قواته.
ومن المرجح أن يكون وجود المجرمين والمتطرفين المتشددين بين أولئك الذين يقاتلون في أوكرانيا مصدر قلق لأجهزة الأمن البريطانية، خاصة إذا كان المتطوعون البريطانيون يختلطون معهم.
وقد تضمن تقرير العام الماضي الصادر عن لجنة المخابرات والأمن بالبرلمان حول "الإرهاب اليميني المتطرف" قسمًا منقوصًا بشدة، قد يشير إلى أوكرانيا، جاء فيه: "لا توجد عملية مطبقة لمراقبة هؤلاء الأفراد" G *** "الذين سافروا إلى الخارج لأغراض تتعلق بإرهاب الجناح اليميني المتطرف وعادوا إلى المملكة المتحدة - هناك احتمال قوي بأن هؤلاء المقاتلين الأجانب العائدين، قد يكون البعض منهم قد حاربوا ***، سيكونون قد زادوا من التطرف *** وأقاموا اتصالات مع الآخرين الذين يشاركونهم أيديولوجيتهم اليمينية المتطرفة".
لقد خطط اليمين المتطرف في أوكرانيا بالفعل لهجمات في المملكة المتحدة. في عام 2013، طعن النازي الجديد الأوكراني بافلو لابشين حتى الموت محمد سليم، رجل مسلم يبلغ من العمر 82 عامًا في برمنغهام. وحاول لابشين أيضًا زرع قنابل خارج ثلاثة مساجد في ميدلاندز قبل اعتقاله.
المصدر: declassified uk
الكاتب: غرفة التحرير