على وقع التطورات الميدانية التي تجري على الأرض، بين إمطار الفصائل للمدن "الفلسطينية المحتلة" في عمق الكيان بالصواريخ، وبين ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية والمجازر ضد المدنيين في القطاع، تجري جولة اتصالات هاتفية مكثفة في المنطقة، على أمل اقناع الطرفين بوقف إطلاق النار، او التوصل لهدنة مؤقتة، وهو الحديث الذي كان يجري في الساعات الأخيرة، فيما ترمي حماس الكرة في ملعب "إسرائيل"، فوقف إطلاق النار يأتي بعد استجابتها للشروط.
وشهدت الأيام الماضية مساعٍ من قبل العديد من الدول من أجل التوصل لاتفاق إطلاق النار، ووقف العدوان، على رأسها مصر وقطر اللتين سبق لهما أن توسطتا في الحروب السابقة بين الجانبين.
شروط حماس
تصرُّ حماس على شروطها التي تتلخص بـ: خروج الاحتلال من الأقصى، السماح للفلسطينيين والمصلين بحرية العبادة والتواجد في المسجد الأقصى، التوقف عن جريمتهم بتهجير أهالي حي الشيخ جراح، الإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في التصعيد الأخير، وايقاف العدوان على غزة.
و"في حال استمرت تل أبيب بممارسة الانتهاكات في القدس ولم تستجِب للشروط، فإن للمقاومة الحرية المطلقة في استخدام كل الوسائل القتالية للدفاع عن جميع الفلسطينيين" وفق تصريح القيادي في الحركة حماد الرقب.
من جهتها تطمع القيادة الإسرائيلية بجني بعض المكاسب ولو في الصورة رغم ان الوضع الميداني على الأرض لا يساعدها على فرض الشروط، فقد أبلغت الوساطات ان "إسرائيل" لن توافق على إطلاق النار أو الهدنة قبل افراج حماس عن الجنديين اللذين أسرتهما عام 2014، إضافة لتجريد الفصائل من قدراتها العسكرية حتى لا تتكرر هذه "الاعتداءات" على الكيان.
الجانب المصري ابلغ تل أبيب شروط حماس، وشدد على "وقف الغارات على قطاع غزة من دون شروط، وبضرورة الموافقة غير المشروطة على هدنة، تجميد ما يحدث في حي الشيخ جراح لإنجاح أي هدنة خلال الأيام المقبلة ووقف الانتهاكات الخاصة بالمقدسات الدينية"، لكن "إسرائيل" لم تستجب وتمسكت "بنزع ملكية عدد من المنازل"، وحسب مسؤول سياسي إسرائيلي: "سيكون هناك وقف لإطلاق النار عندما نكون مستعدين لذلك".
فيما يتعلق بحماس فهي هذه المرة تتمسك أكثر من أي وقت مضى، بربط الجبهة بين غزة والقدس، مهما كانت الخسائر، بالنسبة لها هو بمثابة انتصار حقيقي.
قد لا يوافق نتنياهو على ذلك بشكل كامل، لكنه سيرى نفسه قريبا مستجيبا لذلك لو جزئيا.
يستمر نتنياهو بالمناورة في محاولة لكسب بعض الوقت وهو يدرك جيدًا ان كل لحظة تمر على الكيان الذي اضطر ان يقفل أغلب منشآته الحيوية، تكبّده خسائر هائلة.
فقبل ان يوافق على الهدنة المؤقتة التي طرحتها الوساطات في الساعات الأخيرة، يحاول تغيير شيء ما بالمعادلة الميدانية، رغم ان الجميع يعلم ان هذه الغارات لا تغير في التوازن العسكري شيئا.
الكاتب: غرفة التحرير