"ببساطة لا توجد طريقة لارتفاع أسعار الفائدة كثيرا بعد أن تكون منخفضة لفترة طويلة.. شيء ما سوف ينفجر". هكذا حذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من زيادة نقاط الضعف في الاقتصاد العالمي، مع استمرار أكبر البنوك المركزية في العالم في الحد من التضخم المرتفع بعناد. وذلك في تصريحات لمراسلة بوليتيكو، قبل اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الأسبوع المقبل في واشنطن.
الاقتصاد العالمي الأكثر هشاشة سيجلب نموا أبطأ وهشاشة مالية أكبر
صندوق النقد الدولي، الذي يوفر شرايين الحياة المالية للبلدان التي تمر بضائقة، ضمن شروط هيمنة على تلك الدول تفرضها الولايات المتحدة، وتمكّن الهيمنة الأمريكية من خنقها أيضًا، يتوقّع أن يظل النمو العالمي حول 3٪ على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو أدنى توقع للنمو على المدى المتوسط منذ عام 1990. وفي هذا السياق، حذرت جورجيفا من أن الاقتصاد العالمي الأكثر هشاشة سيجلب نموا أبطأ وهشاشة مالية أكبر. وقالت إنها لا تعتقد أن الاقتصاد العالمي يتجه نحو تكرار الأزمة المالية العالمية لعام 2008 على الرغم من المشاكل في القطاع المصرفي التي ظهرت في الولايات المتحدة وسويسرا. فقد حدثت أزمة عام 2008 لأن العديد من المؤسسات المالية كانت تحمل أصولا في دفاترها تبيّن أنها مُبالغٌ فيها إلى حد كبير. "ليس لدينا ذلك الآن. النظام المالي، المصرفي وغير المصرفي على حد سواء، أنظف بكثير". تقول رئيسة البنك الدولي.
الآثار الاقتصادية السلبية بسبب "دفاع الغرب عن قيمه"
وضمن تصريحاتها التي اتسعت نحو السياسة، حذرت جورجيفا أيضا من الآثار الاقتصادية السلبية المحتملة لانقسام العالم إلى معسكرات جيوسياسية مختلفة بسبب الاحتكاكات الناجمة عن حرب روسيا في أوكرانيا والقوى الأخرى التي تغذي الشكوك بين الولايات المتحدة والصين. وقالت إنه في حين أنه من المهم للغرب أن يدافع عن قيمه، إلا أنه كلما أصبحت العلاقات أكثر فتورا، كلما زاد الضرر الذي سيلحقه بالنمو الاقتصادي العالمي، في إشارة إلى أبحاث صندوق النقد الدولي التي تقدر الخسارة المحتملة من التجارة التي تتراوح بين 200 مليار دولار و7 تريليونات دولار، أو ما يعادل حوالي 0.2 في المائة إلى 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وكما أصبح معروفًا، بأن قيم الغرب هي المعنى الآخر لمصالح الولايات المتحدة، ينتج عنها ما يسمى العقوبات أو الحروب، التي بدورها تؤثر على النظام العالمي الاقتصادي الذي يهيمن عليه الدولار.
رئيسة صندوق النقد الدولي كانت في بكين أيضًا
عادت رئيسة صندوق النقد الدولي مؤخرا من رحلة إلى بكين، حيث أتيحت لها الفرصة للقاء الفريق الاقتصادي الجديد، بما في ذلك رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ، الذي تولى منصبه في 23 مارس، كجزء من فريق شي جين بينغ لولايته الثالثة كرئيس للصين. ووصفت لي بأنه "عملي للغاية، ومتواضع، ودود للغاية، وواضح للغاية في التزام الصين بمواصلة الانفتاح لتكون صديقة للمستثمرين الأجانب".
وعلى الرغم من التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، قالت جورجيفا إن الرسالة التي تلقتها "هي أن الصين ملتزمة بالتعددية. إنهم ملتزمون بالتجارة التي تستند إلى القواعد. إنهم ملتزمون بفتح الاقتصاد، كما فعلوا حتى الآن. وهم ملتزمون بلعب دور بناء تجاه العالم النامي، بما في ذلك إعادة هيكلة الديون".
الكاتب: غرفة التحرير