يتحصن العشرات من مؤيدي رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، في منزله بمدينة لاهور اليوم الجمعة، من أجل حمايته ومنع قوات الأمن الباكستانية من تنفيذ عملية إلقاء القبض عليه، لتغيبه عن جلسة المحكمة في قضية "توشاخانا" (مستودع الهدايا)، والتي يُتهم فيها ببيع هدايا حكومية أُهديت له عندما كان في المنصب، بمبلغ يتعدى 200 ألف دولار أمريكي.
ففي باكستان، يجب على أي مسؤول حكومي أن يقوم بالتصريح عن كل الهدايا التي يتلقاها، لكن يُسمح له بالاحتفاظ بالهدايا التي يقلّ سعرها عن مبلغ معين.
لكن عمران خان ينفي هذه الاتهامات، ويتهم بالمقابل قائد الجيش الجنرال عاصم منير بالتآمر مع الحكومة لوضعه بالسجن، كي يمنعوا مشاركته في الانتخابات المقبلة، مبدياً استعداده للمثول أمام القضاء يوم غد السبت.
وفي حال إصرار قوات الأمن على اعتقال خان اليوم، فإن من المتوقع جداً أن تتجدد التوترات في محيط منزله بين القوات الأمنية وأنصاره، الذين سبق لهم ان استطاعوا إيقاف عملية الاعتقال مرتين خلال الأسبوع الجاري.
تآمر واضح على خان
مما لا شك فيه، أن هناك تآمر واضح على زعيم حزب "حركة الإنصاف"، الذي يواجه منذ تحدّيه للإدارة الأمريكية بعد بدء روسيا لعمليتها العسكرية في أوكرانيا في شباط / فبراير من العام الماضي، محاولات عديدة لمعاقبته على مواقفه الداعمة للرئيس فلاديمير بوتين، من خلال إقصائه والإطاحة به في نيسان / أبريل من العام 2022، بموجب مذكرة لحجب الثقة. ومن ثم عبر محاولة إنهاء حياته السياسية، من خلال منعه من المشاركة في الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في تشرين الأول / أكتوبر، لما يحظى به من شعبية كبيرة من خلال رفع 74 قضية بحقه. بل حتى أنه تعرض لمحاولة التخلص منه نهائياً عبر محاولة اغتيال فاشلة.
فمنذ تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، يلزم عمران خان منزله في لاهور، بعد إصابته برصاصة في ساقه خلال تجمع حاشد لأنصاره. وقد اتهم خان حينها رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف ووزير الداخلية "رنا ثناء الله" ورئيس المخابرات الجنرال "نديم أنجوم"، بالوقوف وراء محاولة اغتياله.
كما لا يخفى على أحد، بأن الجيش الباكستاني يدعم بقوة هذه الجهود، لأنه بعد وصول خان إلى سدة الحكم، تدهورت العلاقة بين الطرفين تدريجياً لأسباب كثيرة، أهمها:
_ محاولة خان تحديد ميزانية الجيش.
_تباينات بين رؤيته ورؤية المؤسسة العسكرية حيال العديد من المواضيع الدولية، أبرزها العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والعلاقات مع دول الجوار، وموضوع أفغانستان.
المواجهة السلمية
جميع هذه الضغوط والمحاولات، لم تدفع عمران خان الى التراجع او الخضوع، بل استطاع خلال الأشهر الماضية، قيادة حركة معارضة سلمية ومؤثرة. فهو منذ إطاحته، يمارس ضغوط كبيرة على حكومة خلفه شهباز شريف، من خلال تكثيفه للتجمعات الكبرى، وكذلك من خلال حلّ المجلسين الإقليميين اللذين يسيطر عليهما حزبه، في محاولة لإجبار الحكومة على إجراء انتخابات مبكرة، وهو ما ترفضه.
الكاتب: علي نور الدين