" تندلع الشرارة الأولى خلال قمع الشرطة الإسرائيلية تظاهرة نظمها اليمين المتطرف، لتتطور الأمور وتبدأ مجموعات من عناصر الشرطة والجيش في الانضمام للمتظاهرين، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى، قبل أن تعم الفوضى في كل مكان". هذا ليس فقط ما يحدث اليوم فعليًا في "تل أبيب" منذ تولي حكومة اليمين المتطرّف الحكم وبدأ المظاهرات ضدها، بل أيضًا ما يصوّره الباحث اليهودي في الدراسات المستقبلية والمستقبل الاجتماعي "دافيد باسيغ" حول مشهد "الحرب الأهلية" في الكيان الإسرائيلي.
يفترض " باسيغ"، في كتابه "السقوط الخامس" أن تندلع الحرب الأهلية اليهودية في غضون عام 2041 بسبب تنامي نزاعات التطرف ولا سيما الديني. صدر الكتاب في أيار / مايو من العام 2021، وهو الأخير من سلسلة "باسيغ" التي تدرس المؤشرات الواقعية لقراءة المستقبل والتي يزعم من خلالها "مساعدة القراء على فهم كيفية تحديد الاتجاهات قبل أن تنضج، وكيفية الاستفادة من الفرص وتجنب التحديات المصيريّة".
يحدّد "باسيغ" الاتجاه الذي سيسير به اليهود ومسؤوليهم لاستكشاف "المستقبل اليهودي"، كما اكتشاف "التغييرات التي تنتظر الدين اليهودي والأمة في أرض إسرائيل". وقد علّقت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية بالقول إنّ الكتاب "يستند إلى تطورات حدثت بالفعل، تقود إلى نتيجة مفادها أن حربًا أهلية محتملة قد تندلع خلال العقدين القادمين، وتتسبب في تفكك الدولة العبرية".
وأضافت إن "البروفيسور دافيد باسيغ يدمج في كتاباته المستقبلية بين الشواهد والمعطيات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والثقافية، ويرى أن هناك قواسم مشتركة تتكرر عبر التاريخ، ومن ثم يمكن الاعتماد على المعطيات الحالية لتوقع ما قد يحدث في المستقبل القريب".
بحسب مقال للكاتب "موراي ميزراشي" في "Jewish Journal" الأمريكية فإنّ الكتاب "يتضمن عرضه التاريخي استعراضًا ليس فقط للتاريخ اليهودي، ولكن لتاريخ العالم أيضًا. من سرجون ملك سومر القديمة إلى لينين والبلاشفة، يوزع باسيج هذه الروايات لتجميع فوضى التاريخ البشري التي لا ترحم لمعرفة كيف يمكن للشعب اليهودي أن ينجح في القرن الحادي والعشرين وما بعده". وتابع أنّه "غالبًا ما يتم تذكيرنا بمدى هشاشة النسيج الاجتماعي والديني لشعبنا في القرن الحادي والعشرين".
كتب "باسيغ" وهو أيضًا أستاذ مشارك في جامعة "بار إيلان"، ويرأس برنامج الدراسات العليا في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومختبر الواقع الافتراضي في كلية التربية، 4 كتب:
_ قانون المستقبل: اختبار إسرائيل للمستقبل. صدر عام 2008، وفنّد فيه 16 تنبؤ حول إسرائيل على المستوى الاجتماعي، والأمن القومي، والاقتصاد، و"الهوية الوطنية".
_ كتاب "2048"، صدر عام 2010، ويتطرّق الى الصراعات المحتملة في القرن الحادي والعشرين، والتقنيات التي ستقود هذه المواجهات وكيف ستنعكس في الشرق الأوسط حتى منتصف القرن الحادي والعشرين. ترجم هذا الكتاب الى اللغة التركية تحت عنوان "2050".
_"Forecognito - عقل المستقبل". صدر عام 2013، يقترح الكتاب أن العقل في خضم عملية تطورية متسارعة يتم فيها تعزيز مجموعة متنوعة من المهارات المعرفية. ويتضمن تحليلًا للدراسات المتعلقة بطريقة تعزيز مجموعة متنوعة من مهارات الذكاء باستخدام الواقع الافتراضي.
عمل "باسيغ" كذلك على منهجية بحث مستقبلية باسم "Imen-Delphi" وتهدف إلى هيكلة إجراء يمكن من خلاله لمجموعة من الخبراء على اكتشاف المستقبل الأكثر احتمالية على عكس تقنية التنبؤ.
تخصص "باسيغ" في دراسة المستقبل بدافع شخصي. اذ شارك في الاجتياح والاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982، وكان من بين قوات الاحتلال التي تعرّضت للكمائن والعمليات وقد فقد عدد من أصدقائه. فبدأ، منذ ذلك الوقت، بطرح التساؤلات "عما إذا كان مصير إسرائيل القتال باستمرار".
الكاتب: غرفة التحرير