بعد 30 عامًا من العلاقات الاقتصادية والعسكرية الوثيقة، قرر الرئيس الأذري إلهام علييف نهاية العام الماضي إقامة علاقات دبلوماسية قام بموجبها بفتح سفارة في الكيان المؤقت. إلا أنّ السفير الآذري في الولايات المتحدة، أكّد حينها، أن أذربيجان لن تسمح "لإسرائيل" بمهاجمة إيران من قواعدها.
إلا أن تحقيقًا أجرته صحيفة هآرتس ونشرته بتاريخ 6 آذار 2023، توصّل إلى أن نحو 100 رحلة جوية محملة بأسلحة إسرائيلية بقيمة مليارات الدولارات تم شحنها إلى أذربيجان بين عامي 2016 و 2021. في المقابل، مُنحت إسرائيل إذنًا لجواسيس الموساد لإنشاء مركز تنصت أمامي في الأراضي الأذربيجانية من أجل التجسس على إيران.
تم نقل أسلحة إسرائيلية من قاعدة عوفدا الجوية الإسرائيلية شمال إيلات باستخدام خطوط سيلك واي الأذربيجانية.و هذه واحدة من أكبر شركات الشحن الجوي في آسيا، ووفقًا للوثائق الرسمية، فهي تعمل كمقاول من الباطن لمختلف وزارات الدفاع في جميع أنحاء العالم. في عام 2017، كانت شركة الطيران غارقة في الجدل بعد مزاعم بأنها نقلت أسلحة إلى إرهابيي داعش والقاعدة تحت أعين وكالة المخابرات المركزية وحلف شمال الأطلسي.
وقالت هآرتس إن طائرة سيلك واي وطائرات أخرى هبطت في عوفدا ما يقرب من 100 مرة. تُظهر البيانات التي تم العثور عليها أثناء التحقيق زيادة عدد الرحلات الجوية إلى باكو، عاصمة أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية. كانت الرحلات الجوية متكررة بشكل خاص في منتصف عام 2016، في أواخر عام 2020 ونهاية عام 2021، والتي تزامنت مع فترات القتال في ناغورنو كاراباخ. خاضت أذربيجان وأرمينيا حربًا على هذه المنطقة المتنازع عليها عدة مرات منذ بداية القرن العشرين، وخاصة منذ حصول كلا البلدين على الاستقلال بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
كانت صناعة الدفاع الإسرائيلية ذات المستوى العالمي بموقفها المريح تجاه قاعدة عملائها لا تقدر بثمن بالنسبة لأذربيجان. يقال إن الاحتياجات الدفاعية الأساسية لباكو لم يتم تلبيتها إلى حد كبير من قبل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا لأسباب مختلفة مرتبطة بأرمينيا وناغورنو كاراباخ.
لعبت الأسلحة الإسرائيلية دورًا مهمًا عندما استؤنف القتال ضد أرمينيا في حرب الأيام الأربعة بين البلدين في أبريل 2016، وخاصة خلال حرب ناغورنو كاراباخ الثانية في عام 2020. وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي للسلام، منذ عام 2016، إسرائيل قدمت ما يقرب من 70 في المائة من أسلحة أذربيجان.
بالإضافة إلى السماح للموساد بإنشاء مركز استماع أمامي لمراقبة ما يحدث في إيران، جارة أذربيجان في الجنوب، فقد مُنحت إسرائيل إذنًا لإعداد مطار يهدف إلى مساعدة دولة الاحتلال في حال قررت مهاجمة مواقع البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن تقارير قبل عامين أن عملاء الموساد الذين سرقوا الأرشيف النووي الإيراني قاموا بتهريبه إلى الكيان المؤقت عبر أذربيجان. وفقًا لتقارير رسمية من باكو، باعت إسرائيل على مر السنين أنظمة الأسلحة الأكثر تقدمًا، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والدفاع الجوي وأنظمة الحرب الإلكترونية وطائرات كاميكازي بدون طيار.