بعد ما أمطرت المقاومة الفلسطينية المستوطنات الإسرائيلية بصليات من الصواريخ، شن الطيران الإسرائيلي غارات عديدة على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينيًا من بينهم 9 أطفال إضافة إلى أكثر من 100 جريح.
لم تثنِ الاعتداءات الإسرائيلية -على كل من قطاع غزة ومدينة القدس المحتلة- الفلسطينيين عن مواصلة الاعتكاف والمرابطة داخل حرم المسجد الأقصى، بل زادتهم عزيمة واصرارًا على استكمال المواجهة مع قوات الاحتلال، معتبرين أن مؤازرة عمليات المقاومة الفلسطينية التي طالت صواريخها مستوطنات إسرائيلية بدءًا من غلاف غزة وصولًا إلى تل أبيب واجبٌ عليهم.
ومع اعلان الفصائل الفلسطينية عن توجهها لقصف الأراضي المحتلة، ما لم تسحب قوات الاحتلال جنودها من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بالإضافة إلى الافراج عن المعتقلين الذين اعتقلتهم في الهبة الأخيرة "هبة القدس" خلال المهلة التي حددتها لها، توجه المزيد من الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى في خطوة استفزازية للاحتلال والمستوطنين.
إعلان المقاومة جاء بعد تطور الاحداث في اليومين الأخيرين في المسجد الأقصى ومحيطه بدءًا من باب العامود وصولًا إلى المدينة القديمة، وبالأخص منذ صباح أمس بعد ما قامت قوات الاحتلال باقتحام المسجد في محاولة لإخلائه من المرابطين الفلسطينيين، تسهيلًا لدخول للمستوطنين الذين تجمعوا عند باب العامود استعدادًا لإقامة "رقصة الأعلام" احتفالًا باليوم الوطني لاستكمال السيطرة على مدينة القدس.
إلا أن المقدسيين العزّل تصدوا للاقتحام، ما أسفر عن وقوع أكثر من ألف جريح فلسطيني وتفاوتت الإصابات بين حالات حرجة استدعت نقلها إلى المستشفيات، وأخرى متوسطة وخفيفة عولجت في باحات المسجد الأقصى. لكن هذا التصدي أجبر قوات الاحتلال على منع المستوطنين من "تدنيس الأقصى"، الذين توجهوا إلى الساحات المحيطة بالمسجد فتجددت الاشتباكات.
وعند السادسة من مساء أمس، ومع إطلاق المقاومة الفلسطينية أولى صليات صواريخها التي استهدفت جيبا عسكريا شمال قطاع غزة، دوّت صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة، فسارع المستوطنون للهروب والاختباء في الملاجئ خوفًا من أن تصيبهم الصواريخ، وتشتت مسيرتهم. في المقابل ثبت الشبان الفلسطينيون وتعالت التكبيرات والمطالبة بالمزيد من الصواريخ.
على المقلب الآخر، صادق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي (الكابينت) على توجيه ضربة جوية كبيرة ضد قطاع غزة، فيما أُتبع القرار بتهديد لرئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بأن "الرد سيكون بقوة كبيرة، إذ أن حماس تخطت الخط الأحمر".
وعقب التهديد شن طيران الاحتلال غارات عديدة على قطاع غزة أسفرت حتى الساعة عن استشهاد 25 فلسطينيًا بينهم 9 أطفال إضافة إلى أكثر من 100 جريح، وجاء ذلك بالتوازي مع عودة المستوطنين إلى محيط مسجد الأقصى بحماية أمنية وعسكرية، ما تسبب باندلاع المواجهات من جديد.
في هذا الإطار خرجت العديد من المسيرات الحاشدة في مدن أبو غوش وعين نقوبا وعين رافا قرب القدس، إضافة إلى تظاهرات كبيرة في كل من نابلس وجنين والخليل، ما دفع قوات الاحتلال إلى زيادة التعزيزات العسكرية في تلك المناطق. في السياق نفسه، أقدمت مجموعات من الفلسطينيين في مدينة اللد على إنزال العلم الإسرائيلي ورفع علم فلسطين مكانه وسط نداءات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
ومع ساعات الفجر الأولى، تراجع المستوطنون الإسرائيليون ومعهم قوات الاحتلال إلى خارج محيط المسجد الأقصى، وأقام الفلسطينيون صلاة الصبح جماعةً بمشاركة الآلاف في خطوة تؤكد انتصار المقدسيين والمسجد على المحتل الغاصب وتؤكد أن القدس كانت وستبقى فلسطينية عربية.
الكاتب: غرفة التحرير