يثبت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني منذ أن استلم زمام المسؤولية، أنه بعكس كل الاتهامات التي روّجت لها بعض الأطراف الداخلية قبل تسلمه، وخاصةً لناحية الاستقلالية عن الفريق الداخلي الذي سمّاه أي الإطار التنسيقي، أو الحليف الخارجي أي الجمهورية الإسلامية في إيران.
وهذا ما يتأكد من خلال مروحة العلاقات الخارجية التي يقوم بها، وآخرها توقيع اتفاق "شراكة استراتيجية"، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعد الأوسع من نوعه بحيث شمل 50 بند، وتضمن اتفاقات تعاون بين البلدين، في المجالات الأمنية والدفاعية والاستخباراتية والاقتصادية والبيئية وغيرها.
وجاء توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس شياع السوداني الأسبوع الماضي، الى العاصمة الفرنسية باريس، على رأس وفد رفيع، وبعد أن التقى بالرئيس ماكرون في قصر الإليزيه، حيث تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
فما هي أبرز البنود في هذا الاتفاق؟
_تشكيل لجان ثنائية في مجالي الدفاع والأمن.
_متابعة تنفيذ الخطط السنوية للتعاون الثنائي الدفاعي.
_تعزيز قدرات الدفاع العسكرية العراقية، من خلال إجراء دورات التدريب اللازمة، وتسهيل التزود بالمعدات الحربية فرنسية الصنع.
_تفعيل تبادل المعلومات والاستخبارات العسكرية بين الطرفين بما لا يخل بالمصلحة الوطنية لكليهما.
_تعزيز التعاون التقني والعملياتي بين وزارتي الداخلية والعدل، بشأن مكافحة العديد من الجرائم: الجريمة المنظمة العابرة للحدود، مكافحة الاتجار بالمخدرات والبشر، مكافحة الجريمة الاقتصاديّة والمالية، متابعة القصر العائدين من المناطق التي تنشط فيها المجموعات الإرهابية، مكافحة التطرف في السجون في كلا البلدين، ومتابعة مسائل مكافحة الهجرة غير المنظمة.
_تعزيز التعاون في مجال تقاسم الخبرة، وتعزيز قدرات العراق وتمكينه من تحقيق التحول الديمقراطي السلمي، وتعزيز الشفافيّة داخل المؤسسات الرسمية، وتفعيل مكافحة الفساد بجميع أشكاله.
_ تعزيز التعاون في مجال حماية البيئة: مكافحة الاحتباس الحراري، التعاون من أجل التنمية المُستدامة من خلال استعمال الموارد الطبيعية الصديقة للبيئة.
_ التعاون في مجالي الاقتصاد والتجارة وتوظيفه لخدمة تعزيز القدرات، وإيجاد بيئة داعمة ومواتية للتنمية الاقتصاديّة المستدامة. كما اتفق على تشجيع استثمارات الشركات الفرنسية في العراق، تشجيع الحوكمة الرشيدة في إدارة الثروات الطبيعيّة العراقية، تعزيز نشوء بيئة ملائمة للشراكات بين الشركات الفرنسية والعراقية بهدف تحديث القطاعين العام والخاص للصناعة، والتشجيع على تطوير القطاع الخاص من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في جميع القطاعات العراقية.
لقاءات تمهيدية للتنفيذ؟
وقد عقد الرئيس شياع السوداني خلال الزيارة، لقاءً مع ممثلي شركات "تاليس" و "داسو" و"ايرباص" الفرنسية، فبحث مع "داسو" لصناعة الأسلحة تزويد القوات الجوية العراقية بطائرات "رافال" المقاتلة وتزويد الطيران المدني بطائرات فالكون، ومع "تاليس" تزويد العراق برادارات تخصصية للارتفاعات العالية والمنخفضة لتأمين مسارات الطيران المدني والعسكري بمختلف الارتفاعات، وتأمينها من الطيران غير المصرح به. أما ممثل شركة "ايرباص" المتخصصة بصناعات الطيران، فجرى التباحث معه في تدعيم طيران الجيش العراقي بمروحيات مقاتلة وتخصصية.
وتبقى العبرة من هذه الزيارة وما تم الاتفاق عليه بين الجانبين هو في مدى التزام الجانب الفرنسي بما اتُفق عليه، وهل سيسمح الأمريكيون بذلك أيضاً؟
الكاتب: غرفة التحرير