أكّد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بالأمس الاثنين، خلال اجتماعه مع قادة مختلف صنوف الجيش، بأن العراق ليس بحاجة إلى قوات قتالية أجنبية، كاشفاً عن إجراء مباحثات متقدمة من أجل تحديد شكل العلاقة والتعاون المستقبلي مع التحالف الدولي.
وأضاف الرئيس السوداني بأن الشعب العراقي صار بعد معارك التحرير ضد تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، أكثر وحدة من أي وقت مضى، بعدما كان العُنف الطائفي والانقسام سائدا بعد سنوات التغيير. مبيناً بأن جميع العراقيين من جميع القوميات والأديان والمذاهب والمكوّنات قد قاتلوا في خندق واحد، داعياً إلى مراجعة كل الخطط والاستعدادات والبقاء في هذا المستوى من الاستعداد المطلوب لأي حركة قد يلجأ إليها التنظيم الإرهابي، الذي يحاول أن يعيد الحياة لصفوفه (في إشارة الى ما نفّذه مقاتلو داعش مؤخراً من عمليات إرهابية في عدّة بلدان بالمنطقة: باكستان، الجمهورية الإسلامية في إيران، وسوريا).
داعش قميص عثمان أمريكا لبقائها عسكريا في العراق وسوريا
وبالعودة الى عمليات داعش الأخيرة، فلم يعد هناك شك، في أن للإدارة الأمريكية مصلحة دائمة وكبيرة، في استمرار تنفيذ داعش لعملياته الإرهابية، كي تستمر ذريعة وجود قوات التحالف العسكري الدولي بقيادتها في المنطقة، لضمان بقاء نفوذ لها، بخلاف رغبة وتوجه العديد من الدول وفي مقدمتهم العراق وسوريا، وهذا ما يعبّر عنه باستمرار مسؤولو البلدين.
فمنذ أسابيع، أطلق وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد خلال زيارته الى إيران، تصريحات جديدة رافضة للوجود الأميركي في بلاده بصورة غير شرعية، مقرونة بتهديدات مبطّنة لهذا الوجود. وقد أشار الوزير المقداد أكثر من مرّة إلى الدور الأمريكي المعطّل لمنع أيّ تقدّم للحلّ في سوريا، سواءٌ في ملفّ اللاجئين، أو في الملفّات الأخرى مثل عودة العلاقات العربية السورية. مشدداً على أن "جرائم الاحتلال الأميركي في سوريا لا يمكن أن تستمرّ، والشعب السوري لن يتحمّل ذلك إلى ما لا نهاية، وعلى جيش الاحتلال الأميركي أن ينسحب من الأراضي التي يحتلّها (...) قبل أن يُجبَر على ذلك".
هذا التصريح كان بمثابة إيعاز للمقاومة الشعبية في منطقة شمال شرق سوريا، بتنفيذ هجوم على مدينة الشدادي النفطية جنوبي محافظة الحسكة، طالت شظاياه القاعدة الأمريكية الموجودة هناك، وتحدّثت وسائل إعلامية عن حصول خسائر أمريكية جرّاء ذلك.
أما بالنسبة للعراق، فيشار إلى أنه منذ نهاية العام 2021، كانت حكومته قد أعلنت انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي وانسحابها من البلاد بشكل رسمي، منهية بذلك "مهمتها" (أو قميص عثمان وجودها في المنطقة) بمكافحة تنظيم "داعش"، والانتقال إلى مهمة استشارية لمساعدة القوات المسلحة العراقية، مع العلم بأن لدى الأخيرة وفي مقدمتها مؤسسة الحشد الشعبي، ما يكفي من التجارب والخبرات لمواجهة أي تهديد أمني وعسكري يهدد البلاد، وذلك باعتراف الجميع.
لذلك يمكننا أمام هذا الواقع التأكد، من أن الوجود الأمريكي العسكري في المنطقة سيبقى في مقدّمة التحديات أمام شعوب المنطقة، بل أخطرها!
الكاتب: غرفة التحرير