كتب المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت يوسي يهوشوا مقالًا تحدث فيه عن الفراغ في الأداء السياسي لسلطات الاحتلال المشغولة بالمعركة الحكومية الداخلية، كما أشار إلى القلق الذي يخيم على الأوساط الإسرائيلية نتيجة تهديد السيد حسن نصر الله لإسرائيل في حال حدوث أي خطأ في المناورة التي تقوم بها على الحدود مع لبنان.
النص المترجم:
موجة الاحتجاجات الحالية، التي تم بالفعل تحليل أسبابها على نطاق واسع – إلغاء انتخابات السلطة الفلسطينية، والتوترات في الحرم القدسي، وإخلاء المنازل في حي الشيخ جراح – لها أيضًا عامل مهم آخر يغذي جميع اهداف الفصائل، وهو الأزمة السياسية في "إسرائيل"، حيث أن رئيس الوزراء نتنياهو محدود في قدرته على التجاوب مع الأحداث، لذلك هناك شعور بأن الأعمال الاحتجاجية يمكن تكثيفها.
في خطابه نهاية الأسبوع ادعى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن "إسرائيل" تخشى بشدة تقوية محور المقاومة وإضعاف الهيئات والمندوبين المعارضين لـ محور المقاومة، مضيفًا أن "الجيش الإسرائيلي" غير متأكد من قدرته على التعامل مع النيران من عدة اتجاهات، في حال نشوب حرب.
هذا التصور لمحور المقاومة مقلق للغاية ويلقي الضوء على عزلة كبار مسؤولي الدفاع، رئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام نداف أرغمان ومفوض الشرطة يعقوب شبتاي، الذين يتوجب عليهم اتخاذ قرارات بمعزل عن الأحداث السياسية.
يتسم أداء المستوى السياسي بالفراغ، فعلى سبيل المثال، في أحداث نهاية الأسبوع في القدس، عندما لم يعمل نظام المعلومات على الإطلاق، وكانت التغطية الإعلامية العالمية من جانب واحد، ولم يستجب المستوى العملياتي ولا الدبلوماسي. هذه أزمة حساسة ومتفجرة، حيث تحرق كل صورة وفيديو فلسطيني المنطقة أكثر، بينما من ناحية أخرى، لم يتم نشر أي فيديوهات تصف الرواية الإسرائيلية.
إضافة إلى أن المحادثات الهادئة مع الدول العربية والمجتمع الدولي لم تجر في الوقت الفعلي، كما تلقينا إدانات من جميع الدول العربية تقريبًا، بما في ذلك الدول الصديقة "لإسرائيل".
يعلم كبار أعضاء الجيش والشاباك أن مديريهم معطلون ومنشغلون بإغلاق الصفقات الأخيرة للحكومة القادمة والمعركة من أجل بقاء رئيس الوزراء، مما يجعل من الصعب بل من المستحيل إدارة أزمة أمنية بهذا الحجم. يجب أن يضاف هذا إلى أن الجناح العسكري لحركة حماس في غزة وأبو مازن خلال أعمال الاحتجاج التي اندلعت في القدس يضيفان الوقود إلى نار تلفزيونية فلسطينية حية. واعتبارًا من الليلة الماضية في غزة، يستمر صب الوقود على نار القدس، وفي نفس الوقت زادوا من معدل إطلاق البالونات الحارقة، لقد تجنبوا إطلاق الصواريخ على "إسرائيل".
كتائب التعزيزات التي أضافها "الجيش الإسرائيلي" لفرقة الضفة لن تساعد، هنا يجب رمي بطانية كبيرة لتهدئة المنطقة حتى لو لم تكن "إسرائيل" مسؤولة. مناسبة "يوم القدس" علينا أن نمررها بسلام وأمل أن الخروج من رمضان وأن مناورة "عربات النار" التي افتتحت اليوم في "إسرائيل" وتحاكي حربًا متعددة الساحات والسيناريوهات ستبقى فقط في المقر العام للجيش ولن تذهب إلى وضع حقيقي. كما ان نصر الله اختار التعليق على هذه المناورة قائلا: "المقاومة ستكون في حالة تأهب"، وشدد على أنهم لن يستخفوا بأي خطأ أو انتهاك أو محاولة لانتهاك قواعد الصراع أثناء المناورة، وكذلك أي عدوان في لبنان.
لذا الآن كل الساحات – القدس، والضفة الغربية، غزة، عرب الداخل، وحزب الله في الشمال – قابل للاشتعال.
المصدر: يديعوت احرونوت
الكاتب: يوسي يهوشوا