في الوقت الذي تتساءل فيه الأوساط الإسرائيلية عن جدوى القبة الحديدية التي لم تمنع سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية في عمق الداخل المحتل خاصة في السنتين الماضيتين، ومع توقعات بعدم فعاليتها أمام صواريخ حزب الله الدقيقة في أي حرب مقبلة في الجبهة الشمالية، يتحدّث موقع "زمن إسرائيل" العبري عن انتشار مرض السرطان لدى الجنود اللذين خدموا في الدفاع الجوي بسبب التعرّض المفرط للإشعاعات وسط إنكار قيادة الجيش.
توصّل الباحثون "إلى أن الإصابة بالسرطان كانت أعلى 8 مرات بين جنود القبة الحديدية في مقارنة بأقرانهم في عموم السكان".
المقال المترجم:
هل يصاب جنود القبة الحديدية والوحدات الأخرى في نظام الدفاع الجوي بالجيش الإسرائيلي بالسرطان بسبب تعرضهم لإشعاعات الرادارات والأنظمة الإلكترونية؟
يتزايد الجدل حول هذا السؤال هذه الأيام ويصل إلى مراحل أكاديمية ودراسات رسمية معترف بها. في الآونة الأخيرة، نشر باحثون من الجامعة العبرية والتخنيون دراسة في المجلة العلمية للأبحاث البيئية ذكروا فيها أن جنود القبة الحديدية لديهم فرصة 8 مرات للإصابة بالسرطان مقارنة بالشباب في سنهم من عموم السكان.
انطلاقاً من معاناتها الشخصية مع المرض أسست طالبة الدكتوراه موران ديتش جامعة بار إيلان، منظمة تسمى Zohar (الحقوق الطبية والمزايا لمرضى الأورام)، وقالت ساعدنا بالفعل حوالي 6000 مريض بالسرطان، لكنّ جاء المزيد والمزيد من الجنود الذين أصيبوا بالسرطان من القبة الحديدية ووحدات الدفاع الجوي الأخرى، شعرت أن شيئاً ما يحدث".
وأضافت "اتصلنا بالجيش الاسرائيلي وطلبنا بيانات وطلبنا التحقق من ذلك في عمل مشترك ولم يكن هناك من نتحدث اليه. تم إرسال الرسائل النصية إلينا وتجاهلنا. وقدم بعض الجنود طلبات من وزارة الدفاع للاعتراف بالإعاقة وتم رفضها على أساس عدم وجود صلة بين الأشياء. ولجأ بعضهم إلى الإجراءات القانونية التي لا تزال جارية. ستة من الجنود المرضى ماتوا".
تصدرت هذه القضية عناوين الصحف قبل نحو عامين، عندما نشرت "يديعوت أحرونوت" مقالاً يتحدث عن إصابة مجموعة من الجنود الذين خدموا في منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بالسرطان قرب نهاية خدمتهم العسكرية، أو بعد فترة وجيزة من تسريحهم من الجيش الإسرائيلي.
وبالتوازي مع البحث الأكاديمي، فقد بدأ الجيش يبحث في هذه القضية بقوة في السنوات الأخيرة، كما أن الجهاز الطبي أخذ جميع الجنود الذين خدموا في القبة الحديدية بين 2009 و2018، وآلاف الجنود من الجبهة الداخلية، ودققوا البيانات في السجل الوطني للسرطان.
الإشعاع الذي يتعرض له جنود القبة الحديدية هو إشعاع غير مؤين ينبعث أيضًا من هواتفنا المحمولة وهوائياتنا الخلوية وشبكة Wi-Fi وبلوتوث. تمت دراسة مسألة ما إذا كان هذا الإشعاع يضر بالصحة تقريبًا منذ اليوم الأول للهواتف المحمولة، وما زال عالم العلوم لا يملك إجابة قاطعة.
لكن عندما يتعلق الأمر بالأنظمة العسكرية، فإن الخوف هو التعرض لمستويات أعلى من الإشعاع. كتب الباحثون: "يتم استخدام الإشعاع اللاسلكي لأغراض عديدة، مثل الاتصالات الخلوية التي نعرفها جميعًا"، ولكن في المجال العسكري، يكون متوسط التعرض للإشعاع أعلى بكثير - حوالي 50 ضعف الأنظمة المدنية في إسرائيل.
قبل أيام قليلة، أبلغ دورون كادوش، المراسل العسكري في الجيش الإسرائيلي عن نشر الدراسة الجديدة التي قادها البروفيسور إلياهو ريختر والبروفيسور إليوت باري من كلية الصحة العامة في الجامعة العبرية والبروفيسور مايكل بيليغ من التخنيون: تم تقديم أساس الدراسة من قبل 46 جنديًا من نظام الدفاع الجوي أصيبوا بالسرطان وتحولوا إلى منظمة "ديتش" على مر السنين.
تم تحديد عام 2011، حيث كان هناك عدد كبير نسبيًا من الجنود المرضى، باعتباره عامًا رئيسيًا في البحث، حيث تمكن الجنود الذين خدموا في ذلك العام من إخبار الباحثين أن 250 جنديًا خدموا في القبة الحديدية في ذلك الوقت. قارن الباحثون النسبة المئوية للجنود المرضى ببيانات من السجل الوطني للسرطان ، وخلصوا إلى أن الإصابة بالسرطان كانت أعلى 8 مرات بين جنود القبة الحديدية في ذلك العام مقارنة بأقرانهم في عموم السكان.
كان الجيش الإسرائيلي يبحث في هذه القضية بقوة في السنوات الأخيرة. أخذ السلك الطبي جميع الجنود الذين خدموا في القبة الحديدية بين عامي 2009 و2018، وكمجموعة مراقبة أخذوا آلاف الجنود من الجبهة الداخلية وقيادة دفاع الحدود، وهي وحدات لها خصائص متشابهة وتحقق من البيانات في السجل الوطني للسرطان.
النتائج: على مدى عقد من الزمان، أصيب 13 من جنود القبة الحديدية بالسرطان، بعبارة أخرى أصيب 1 من كل 330 من الذين خرجوا من الخدمة في مجال القبة الحديدية بالسرطان، مقارنة بواحد من كل 400 من الذين أطلقوا سراحهم من الوحدات الأخرى.
يدعي الجيش الإسرائيلي بحزم أنه نظرًا لأن عدد المرضى المعنيين صغير جدًا، فهذا رقم ليس له دلالة إحصائية أو أهمية طبية، لكنه في الوقت نفسه يفضل عدم إجراء مقابلة حول هذه القضية، ولا يتعاون مع الباحثين من ناحية تزويدهم بالبيانات والمعلومات.
يتفق الجميع على شيء واحد: يجب الاستمرار في التحقيق في المشكلة، لأن متوسط فترة نضج للسرطان في الجسد تبلغ حوالي 15 عامًا، في حين لم يتم تشغيل نظام القبة الحديدية إلا في عام 2011.
يعتقد الباحثون أن هذا قد يشير في الواقع إلى انتشار سريع للسرطان بسبب تأثيرات الإشعاع. متوسط العمر التشخيصي للجنود الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان هو 23.7، أصيب العدد القليل منهم بالمرض قرب نهاية الخدمة والباقي بعد حوالي عام أو عامين من إطلاق سراحهم. من ناحية أخرى، من الممكن بالطبع أن يكون هذا تفشيًا لمرض ظل محتضنًا فيهم منذ شبابهم.
يبدو أن طريقة جمع البيانات للباحثين تستند إلى استخلاص النتائج من كلمات الجنود المسرحين الذين اتصلوا بمبادرتهم الخاصة. ونشرت الدراسة دون دعم معطيات دقيقة، ومن المحتمل جدًا أن تؤدي طريقة جمع البيانات إلى تحيزات كبيرة في مصداقية الدراسة ونتائجها".
المصدر: زمن اسرائيل